شهدت عواصم عالمية عدة، تظاهرات بعد صلاة الجمعة نددت ب "العدوان" الاميركي - البريطاني على العراق. وامتدت التظاهرات من ماليزيا الى الهند وبنغلاديش وباكستان وايران، وصولا الى دول اوروبية مثل الدنمارك وهولندا حيث وقعت اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين. وسارت تظاهرة في لندن طالب المشاركون فيها بالجهاد ضد الاميركيين والبريطانيين. وتظاهر فى طهران آلاف الايرانيين ورددوا شعارات ضد اميركا وبريطانيا. وفي باكستان، تظاهر المئات من مؤيدي "الجماعة الاسلامية" خارج مسجد في كراتشي، رغم فرض حظر على التظاهر في المدينة. ورددوا هتافات "الموت لأميركا" ورفعوا لافتات تقول "فليتحد المسلمون في مواجهة الامبريالية الاميركية - البريطانية". كما سير اتحاد الشباب الهندي مسيرة حاشدة احرقت خلالها دمية للرئيس بيل كلنتون. وشجب المتظاهرون "الاعمال البربرية" التي قام بها الرئيس الاميركي. وسارت تظاهرة امام السفارة الاميركية في كوالالمبور احتجاجا على الهجمات الجوية على العراق. وسلم المحتجون ومعظمهم من انصار الحزب الحاكم، رسالة تدين الهجمات على العراق الى السفارة. وحمل المحتجون لافتات تقول "الولاياتالمتحدة تحكمها الشهوات والاكاذيب" و"بيل كلينتون وتوني بلير يدمران العالم" و"يجب الا يدفع الشعب العراقي ثمن فضائح كلينتون". لندن وفي لندن، تظاهر أمس مئات المسلمين احتجاجاً على الضربات الأميركية - البريطانية للعراق، وسط دعوات الى شن هجمات على مصالح الدولتين الغربيتين في أنحاء العالم. وجاءت التظاهرة في حين أعلنت الحكومة البريطانية انها ستوسع قوانين مكافحة الارهاب الخاصة بايرلندا الشمالية، لتشمل "الارهاب المحلي والدولي" المنطلق من المملكة المتحدة. وتجمع مئات المسلمين بعد صلاة الجمعة أمام المسجد المركزي في ريجنت بارك ورددوا هاتفات تدعو الى "الجهاد". وقال أنجم تشودري، رئيس "جماعة المهاجرون" في لندن، ل "الحياة" ان جماعته تدعو المسلمين في أنحاء العالم الى "الجهاد ضد أميركا وبريطانيا". وأوضح ان المقصود ب "الجهاد" هو "مواجهة الولاياتالمتحدةوبريطانيا بكل الوسائل، كلامياً واقتصاديا وسياسياً وعسكرياً". وأردف انه ممكن بالتالي ان "نرى عمليات تستهدف مصالح بريطانيا في العالم ... لا خيار لدينا سوى المواجهة". وسئل: هل يدعو المسلمين في بريطانيا الى عمليات مسلحة ضد بلدهم؟ فأجاب ان "جماعة المهاجرون لا تدعو في الأصل الى مواجهة عسكرية ... لكن الواجب على كل مسلم، بالغ وقادر، على المشاركة في الجهاد في هاتين الدولتين بريطانيا وأميركا". وسئل هل حذّرتكم أجهز الأمن البريطانية من المشاركة في عمليات عنف، فرد بالايجاب. لكنه أوضح "إن دعوتنا الى الجهاد لا علاقة لها بما ينص عليه القانون البريطاني. دعونا الى الجهاد لأنه واجب على المسلمين". وانتقل المتظاهرون بعد ذلك الى مقر رئاسة الحكومة في 10 داونينغ ستريت. وقال مسؤول في الشرطة تولى تنظيم أمن المتظاهرين ان اشتباكات تخللت التظاهرة لكن احدا لم يصاب بجروح. على صعيد آخر، قدّم وزير الداخلية جاك سترو اقتراحات تتعلق بتشديد اجراءات مكافحة الارهاب في بريطانيا. وبموجب هذه الاقتراحات، فإن "قانون مكافحة الارهاب" الذي يُجدد كل سنة، سيُستعاض عنه بتشريع دائم يهدف الى مواجهة الجماعات التي تعتمد العنف، في المملكة المتحدة، سواء لأهداف "سياسية، دينية أو عقائدية". وذكرت صحف بريطانية ان التشريع الجديد لا يستهدف فقط أعضاء الجماعات "الارهابية"، بل من يناصرها أيضاً