واصلت الشرطة البريطانية أمس استجواب ثلاثة اسلاميين اعتقلتهم فجر الاثنين في اطار قانون مكافحة الارهاب. وقالت ناطقة باسم الشرطة لپ"الحياة" انه يحق للمحققين الاستمرار في استجواب الثلاثة حتى السادسة والنصف فجر اليوم يمر يومان بالتمام على اعتقالهم قبل ان يطلبوا من وزير الداخلية جاك سترو إذناً بتمديد اعتقالهم فترة خمسة أيام اخرى، إذا رأوا انهم يحتاجون كل هذه الفترة. وبموجب قوانين مكافحة الارهاب، يحق للشرطة استجواب المعتقلين 48 ساعة قابلة للتمديد بإذن من وزير الداخلية خمسة أيام. ولا يُعرف حتى الآن ما اذا كانت الشرطة ستوجه اتهامات للمعتقلين، وبينهم اثنان معروفان على نطاق واسع في الأوساط الاسلامية هما مصطفى كامل أبو حمزة المصري الذي يرأس جماعة "انصار الشريعة"، وياسر توفيق السري ابو عمار المصري الذي يدير "المرصد الاعلامي الاسلامي". ورفضت الشرطة كشف اسم المعتقل الثالث، او تحديد الموضوع الذي يتم استجوابهم بشأنه. وتردد أن المعتقل الثالث يعرف باسم "أبو عمار" وهو مصري الجنسية. وإذا كان توقيف "أبو حمزة" متوقعاً بسبب علاقته المباشرة ببعض المعتقلين بتهم تتعلق بالارهاب في اليمن، اضافة الى طلب صنعاء من لندن تسلمه لمحاكمته، فإن اعتقال "أبو عمار" ترك علامات استغراب واسعة في اوساط الاسلاميين في لندن. ولفت مصدر اسلامي الى ان توقيف السري جاء بعد أيام فقط يوم الجمعة من السماح له بتنظيم تظاهرة اسلامية امام مقر رئاسة الحكومة في 10 داونينغ ستريت في لندن للمطالبة باطلاق اسلاميين معتقلين منذ أيلول سبتمبر الماضي في اطار "عملية التحدي". وشارك السري و"أبو حمزة" في تلك التظاهرة. وكان "أبو حمزة" اشار مراراً في لقاءاته مع صحافيين الى انه يتوقع اعتقاله. وهو كرر ذلك في مؤتمر لجماعات اسلامية آخر الشهر الماضي في لندن طرح فيه مشروعه لپ"انهاء سيطرة الغرب" على الأجواء العالمية والقاضي باطلاق بالونات تحمل الغاماً في الهواء. وأخلت الشرطة منزلي "أبو حمزة" و"أبو عمار" من ساكنيهما. فانتقلت زوجة "أبو حمزة" وأولادهما الى فندق في منطقة فولهام، فيما انتقلت زوجة السري الى منزل احدى قريبات زوجها. تحذير من الإسلاميين الى ذلك، تعهد إسلاميون مقيمون في بريطانيا الرد على اعتقال الثلاثة، واتهموا الحكومة البريطانية "بشن حرب صليبية ضد الإسلام والمسلمين". ووصفوا الاعتقال بأنه "إرهاب يستهدف الجماعات الإسلامية". في حين استغرب محامي السري في مصر السيد منتصر الزيات الإجراء الأخير، ونفى أن يكون موكله "متورطاً في أي أعمال تتعلق بالعنف". وأكد لپ"الحياة" أن السري "ظل منذ وصوله الى بريطانيا العام 1994 يعمل في مجال حقوق الإنسان". وتلقت "الحياة" أمس بياناً اصدرته جماعة "المهاجرون" في بريطانيا وصف عملية اعتقال الثلاثة بأنها "وحشية"، مؤكداً إن رجال الأمن البريطانيين "اقتحموا منزل السري وسحبوه من غرفة نومه وطردوا زوجته". وأضاف البيان ان هذه الاعتقالات "رسالة تحذيرية للجماعات الإسلامية للتوقف عن نشاطها وإلا سيواجه اعضاؤها المصير نفسه".