أعادت انفجارات بالي الاخيرة الى ذهني حادثة تعرضت لها في شهر آب اغسطس الماضي. فيومها توجهت الى الجزيرة لاشارك في حفل تخرج قريبي. وتوجهت الى نقطة التفتيش في مرفأ جيليمانوك حيث تصل العبَّارات من جاوا، ووقفت في الصف الطويل مع عشرات المسافرين لإنجاز أوراقنا. ولم أكن أحمل بطاقة هويتي، فقدمت للمراقب بطاقتي الجامعية. فأمرني الموظف بلهجة صارمة أن ادفع عشرة آلاف روبية. وبالعودة الى الحافلة، وجدت أن عشرات المسافرين غيري لم يترجلوا حتى لانهاء معاملاتهم."خمسة آلاف روبية لا تستحق ان ننزل من أجلها. ندفع ونبقى هنا"، قال أحدهم. وفكرت: ماذا لو كنت ارهابياً واكتفيت بدفع خمسة آلاف روبية، ودخلت بالي من غير أن أخضع للتفتيش؟ والكارثة التي حلت بنا قبل ثلاث سنوات لا تزال تؤرقنا، نحن الاندونيسيين وخصوصاً الباليين. فمن الواضح ان الشرطة لم تفِ بوعودها القاء القبض على المتهمين، وبينهم أزهر حسين ونورالدين محمد. فهل هما متورطان بالتفجيرات؟ لا نعرف. ولكن شيئاً واحداً ثابت هو اننا خدعنا مرة أخرى. وماذا تفعل الحكومة؟ لا شيء! النظرية القائلة أن اندونيسيا في وضع مترجح تثبت صحتها يومياً. فنحن لا نتخذ اجراءات الا عندما نتأذى. فنحن شعبنا مسالم ومنصاع اكثر من اللازم أحياناً. ولا نحب ان نتمرد. وأما زعماؤنا الدينيون، فبدل تذكير المسؤولين بواجباتهم تجاهنا، يطالبوننا في خطبهم بالصبر. فلا شك في أننا نواجه وقتاً حرجاً. ففي اندونيسيا ارهابيون يخططون ويتحركون في سرعة. ولا ننتبه لوجودهم الا عندما تنفجر قنبلة. ولكن لمَ بالي؟ ربما لانها جنة سياحية في اندونيسيا، وكوتا هي أكثر الاماكن ارتياداً في هذه الجنة. وكوتا تشبه شرم الشيخ. ومن يختار ان يفجر نفسه في أماكن كهذه يختار الشهادة للوصول الى الجنة الحقيقية. فاذا كنا نحن نحب الحياة، فهم، على العكس، يريدون الموت. عن انصاف البير تاريغان، جاوا بوست الأندونيسية، 6/10/2005