سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحكومة العراقية تبدي ليونة حيال مبادرة الجامعة العربية و "هيئة العلماء" تشترط الاعتراف بالمقاومة : 30 قتيلاً في عملية تبناها الزرقاوي وتأكيد لمذكرة القبض على الشعلان
لم يكن الرئيس جورج بوش في حاجة الى التذكير بتوقعه تصاعد أعمال العنف في العراق، كلما اقترب موعد الاستفتاء على الدستور، فقد سبقت الهجمات والتفجيرات تصريحه، وأودت بحياة 45 عراقياً، 30 منهم قضوا بعملية انتحارية استهدفت سوقاً مكتظة في بلدة تلعفر التي أعلنت القوات الأميركية"تحريرها"قبل أيام قليلة. وأكدت مفوضية النزاهة توقيف ثلاثة من 23 متهماً من كبار موظفي وزارة الدفاع بتهمة الفساد، بينهم الوزير السابق حازم الشعلان الذي رفض المذكرة بحجة ان"المحكمة التي أصدرت مذكرات التوقيف تحت الاحتلال... والبلد في حال طوارئ"، متهماً الحكومة بإقامة"محاكم ثورة على غرار ما كان يفعل النظام السابق". في غضون ذلك، اعلنت"هيئة علماء المسلمين"شروطها للمشاركة في مؤتمر المصالحة الوطنية الذي دعت اليه الجامعة العربية ومنها ان يكون بإشراف الجامعة وحدها وان"يتم الاعتراف بالمقاومة الوطنية". فيما قال الناطق باسم الحكومة ليث كبة إن"وفد الجامعة العربية ليس وسيطاً مع القتلة وهدفه حل الأزمات وليس بالضرورة أن يكون الأمر عبر مصالحة، بل يمكن أن يكون المؤتمر للتوافق السياسي". الى ذلك استمرت المفاوضات برعاية السفير الاميركي لدى العراق زلماي خليل زاد لايجاد مخرج للخلافات على مسودة الدستور. وعلمت "الحياة" ان الكتل السياسية توصلت الى اتفاق يقضي بعدم ادخال تعديلات على مسودة الدستور على ان يطلع بها مجلس النواب المقبل في غضون 6 اشهر وعرضها على الاستفتاء مجدداً مقابل تصويت السنة ب "نعم" على المسودة الحالية. وشن مسلحون سلسلة عمليات دموية أمس، أسفرت عن مقتل أكثر من 45 شخصاً بينهم 30 قُتلوا في عملية انتحارية استهدفت سوقاً مكتظة في بلدة تلعفر قرب الحدود مع سورية. وأفادت الشرطة العراقية أن المسلحين نفذوا في أنحاء بغداد عمليتين انتحاريتين بسيارتين مفخختين وأربع عمليات اطلاق نار، وفجروا ثلاث عبوات، ما أدى الى مقتل 14 عراقياً وجرح 29 آخرين. وكان أسوأ العمليات التي شهدتها بغداد، تفجير انتحاري استهدف حاجز تفتيش للجيش في منطقة مكتظة غرب العاصمة، أوقع تسعة قتلى بينهم ثمانية جنود، اضافة الى 12 جريحاً جميعهم عسكريون، بحسب وكالة"أسوشييتد برس". وتبنى تنظيم"القاعدة"في العراق بزعامة الاسلامي الاردني ابي مصعب الزرقاوي عبر الانترنت العملية الانتحارية في تلعفر، مؤكداً انها استهدفت عناصر في الشرطة. في بغداد، أكد القاضي راضي حمزة الراضي اصدار مذكرات اعتقال بحق وزير الدفاع السابق حازم الشعلان الموجود في لندن و22 من كبار موظفي الوزارة بتهمة الفساد الإداري. وقال الراضي إن"عقود الفساد كثيرة بحسب ديوان الرقابة المالية، وعلى هذا الاساس جمعت مفوضية النزاهة العقود في ملف وسلمته الى محكمة التحقيق التي أصدرت أوامر بالقبض وباسترداد كبار الموظفين وبينهم الوزير السابق حازم الشعلان". وأوضح أن"العقود التي تبلغ قيمتها التخمينية أكثر من بليون دولار، تتضمن شراء أسلحة وطائرات ومدرعات وما الى ذلك". وأضاف ان"عدد المتهمين بالفساد يبلغ 23 شخصاً، وحتى الآن تم القبض على ثلاثة منهم والعملية ما زالت مستمرة". وأشار الى ان"قسماً منهم خارج العراق وطلبنا استردادهم بواسطة الانتربول"، مضيفاً أن"المعلومات تشير الى ان الشعلان في لندن". وعما إذا كان الفساد موجوداً في وزارة الدفاع العراقية وحدها، قال الراضي إنه"موجود أيضاً في وزارات العمل والاسكان والنقل وكثير من الوزارات بينها وزارة النفط". وفي عمان، أعلن نائب رئيس الوزراء الأردني مروان المعشر ان بلاده لم تتلق طلباً لتسليم الشعلان، لكن إذا قدمت الحكومة العراقية مثل هذا الطلب، فسيتم"درسه بجدية". الى ذلك، نقلت قناة"العربية"عن الشعلان قوله أمس ان"المحكمة التي أصدرت مذكرات التوقيف تحت الاحتلال والاحتلال موجود وقائم". واضاف رداً على اتهامه بالفساد:"هم الفاسدون هم الذين تجاوزوا حق العراق. وعلى مفوضية النزاهة اليوم أن تنظر الى الوزارات القائمة حالياً وما فيها من فساد". وكانت"الحياة"نشرت الجمعة الماضي نبأ مذكرة التوقيف بحق الشعلان نقلاً عن وثيقة حصلت عليها من مفوضية النزاهة. وأعلنت"هيئة علماء المسلمين"أمس انها على استعداد للمشاركة في مؤتمر المصالحة الوطنية المزمع عقده باشراف جامعة الدول العربية"لكن بشروط"، منها ان يجري داخل العراق وان يتم الاعتراف ب"المقاومة الوطنية". وقال الأمين العام للهيئة الشيخ حارث الضاري الذي استقبل مساء الاثنين وفد الجامعة العربية برئاسة الأمين العام المساعد احمد بن حلي انه ابلغه"استعداد الهيئة للمشاركة في هذه المبادرة وحضور أي اجتماع وعلى أي مستوى بشرط ان يكون داخل العراق او تحت مظلة الجامعة تحديداً". وحدد الضاري شروط القبول بالمصالحة الوطنية بضرورة"تسمية المحتل باسمه وتحديد جدول زمني لانسحابه ووضع تعريف محدد للإرهاب والاعتراف بالمقاومة الوطنية.