سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نجدت انذور استوحى فكرة "الحور العين" من انفجار المحيا في الرياض ... ودافع عن المقاومة . جدل "الكتروني" ودعوات لفتاوى تسبق مسلسلاً سورياً يتناول الإرهاب والتطرف
ما ان تسربت معلومات عن مسلسل عربي يتناول ظاهرة الإرهاب والتطرف، حتى تحول عدد من المواقع الالكترونية الى منابر ل"تكفير"من عملوا في"الحور العين"، الى حد ان عدداً من المشاركين في موقع"الساحة السياسية"دعا الى اصدار فتاوى اسلامية بحق كل من ساهم في هذا المسلسل العربي. لم ينتظر عدد من مواظبي"الدردشة"الالكترونية مشاهدة حلقات المسلسل الثلاثين خلال شهر رمضان الكريم الجاري، بل ان اطلاق عبارة"الحور العين"على هذه الدراما الاجتماعية - السياسية - الدينية، كان كافياً لقطع باب النقاش وتوجيه انتقادات حادة الى المخرج السوري نجدت انذور ومئة ممثل وفريق المسلسل المؤلف من سعوديين وسوريين واردنيين ومصريين وجنسيات عربية اخرى. وولدت فكرة المسلسل لدى انذور، عندما فوجئ بأن زوجة أحد أصدقائه قضت وهي حامل في انفجار تجمع المحيا في الرياض الذي أدى الى مقتل وجرح اكثر من 140 شخصاً في تشرين الثاني نوفمبر 2003. وقتها خرج ب"فكرة"ضرورة معالجة ظاهرة الإرهاب في العالم العربي، لأن"الارهاب واقع سياسي نعيشه ولا يصح التغافل عنه لأنه يرتبط بالاسلاميين". وكان لا بد للمخرج السوري، الذي خصص نحو 1.5 مليون دولار اميركي لانتاج فكرته، من اعطاء مهمة كتابة النص الى اصحاب الاختصاص لتقديم الظاهرة ضمن محتوى انساني واجتماعي. فكتبت هالة انيس دياب"الخط الاجتماعي"والأردني جميل عواد"خطط التحقيق". وكان مثيراً للجدل ان أوكل انذور مهمة الاشراف على"الخط الديني"في المسلسل الى عبدالله بن بجاد العتيبي، الذي يعتقد انه كان مخرطاً في تنظيم"القاعدة"وأعلن"التوبة"قبل ان يركز جهوده على تنوير الشباب المسلم من منطق تجربته الشخصية. ولماذا اختار"الحور العين"اسماً للمسلسل؟ يقول انذور:"هذا مفهوم إسلامي ورد في القرآن الكريم والأحاديث النبوية، وهو حق لأي مسلم ووعد بالجنة. لكن الارهابيين يستغلون هذا المفهوم على اساس ان الدنيا فانية بمجرد ان وصل الشهيد الى الآخرة تكون الحور العين في انتظاره"، قبل ان يشير:"اردت ابعاد شبهة القتل والارهاب عن الدين الاسلامي". ويروي المسلسل قصص مجموعة من العائلات العربية التي تسكن في تجمع سكني في اشارة الى المحيا، وما يحصل معها في ثلاثين يوماً خلال شهر رمضان الكريم. لكن يأتي فجأة من يدمر احلام هذه العائلات الآتية من دول عربية مختلفة. وفي خضم الرواية الاجتماعية، يدخل خط جديد عندما يبدأ التحقيق مع شخص كان احد ثلاثة ارهابيين احدهم قتل والثاني هرب، ليبدأ"الخط"المتعلق بالتطرف. ويقول انذور ان نقاشاً فكرياً ودينياً وسياسياً يدور بين محقق سعودي مثقف وعالم مع"الارهابي"، بالتزامن مع قدوم متطرف لتجنيد شباب من المساجد عبر التأثير عليه، قبل ان يأخذه الى معسكرات للتدريب لتهييئة للقيام بعمليات انتحارية ب"هدف قلب النظام ومحاربة الاميركيين". وكان صاحب فكرة"الحور العين"ومخرجها، مدركاً لضرورة تمييز الإرهاب عن المقاومة لئلا يكون"جزءاً من الحرب الاميركية على الارهاب"، وذلك عبر"تبرير مقاومة المحتل من خلال أحاديث أحد الشيوخ المتنورين"الذين يظهرون في المسلسل، واصرار الطفلة"حياة"على ان"قبائل التتار اجتاحت بغداد في 23 آذار مارس 2003"، في اشارة الى سقوط بغداد في أيدي الاميركيين، مع اشارة هذا"الشيخ المتنور"الى ان"الارهابيين يجيرون المقاومة الحقيقية لصالح تبرير العمل الارهابي". لكن هل يشعر انذور بالخوف بعد ملامسته موضوعاً اشكالياً؟ يجيب:"كنت حريصاً على التوازن في عمل اشكالي وحساس. لست خائفاً لأنني مقتنع بضرورة تنوير المجتمع"، قبل ان يشير الى انه"استرشد بكبار العلماء والشيوخ المسلمين في كل نص وفكرة وكلمة، لها علاقة بالدين الحنيف".