اتهم الاتحاد الافريقي امس"حركة تحرير السودان"، حركة التمرد الرئيسية في دارفور، بقتل ثلاثة من جنود قوته لحفظ السلام في الاقليم المضطرب في كمين اسفر كذلك عن مقتل اثنين من المدنيين. كما اتهمها بأنها احتجزت قائدا عسكريا من قوة الاتحاد مع مترجم مدني. وقالت بعثة الاتحاد الافريقي في الخرطوم، في بيان، ان ثلاثة جنود من الكتيبة التاسعة والعشرين اصيبوا كذلك في الحادث الذي وقع اول من امس، وان اثنين آخرين في عداد المفقودين. وأكد البيان ان"جنود قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي اكدوا ان مهاجميهم كانوا يرتدون زي حركة تحرير السودان وفروا في سيارات من الطراز الذي تستخدمه تلك الحركة وحملوا معهم ضحاياهم"، مشددا على"ان كل الدلائل تشير الى المسؤولية المباشرة لحركة تحرير السودان عن هذا الحادث". الى ذلك، صرح الناطق باسم الاتحاد الافريقي نور الدين مزني ان 16 جنديا تابعين لقوة حفظ السلام الافريقية احتجزوا لفترة امس قبل ان يطلق سراحهم باستثناء القائد العسكري والمترجم المحتجزين في طينة، قرب الحدود مع تشاد، وان مفاوضات تجري لاطلاقهما. واضاف مزني انه وفقا للمعلومات الاولية فان الخاطفين ينتمون الى احد فصيلي"حركة تحرير السودان". وجاء الهجوم على قوة حفظ السلام الافريقية في وقت تعقد الحكومة السودانية واثنتان من الحركات المتمردة في دارفور، هما"الحركة من اجل العدالة والمساواة"و"حركة تحرير السودان"، جولة جديدة من المفاوضات في ابوجا منذ 15 ايلول سبتمبر الماضي، تتناول تقاسم السلطة في مرحلة اولى ثم معالجة مسائل الامن واقتسام الثروات. ويدور النزاع في دارفور منذ شباط فبراير 2003 بين المتمردين الذين يطالبون بتوزيع الثروات بشكل افضل وبين القوات الحكومية المدعومة من ميليشيات"الجنجاويد"العربية، المتهمة بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين السود. وتتألف قوة الاتحاد الافريقي من قوات أتت من رواندا ونيجيريا والسنغال وجنوب افريقيا وغامبيا. وقد بدأت انتشارها في دارفور في صيف 2004. ويبلغ عدد عناصرها في الوقت الراهن 3600 رجل. وهي تقوم بمهمة مزدوجة تقضي بمراقبة ووضع تقارير عن انتهاكات وقف اطلاق النار المعقود في نيسان ابريل 2004 بين اطراف النزاع، وتأمين الحماية للمدنيين في المنطقة التي تنتشر فيها.