أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني غلام علي جواد عادل في مؤتمر صحافي في فندق فينيسيا أمس، دعم بلاده للعلاقات الأخوية بين لبنان وسورية ولسيادة البلدين واستقلالهما، لافتاً إلى أن"سورية هي بمثابة الجار والدولة الصديقة والشقيقة والمهمة بالنسبة إلى لبنان، وأن كل الظروف والاحتمالات متوافرة من اجل قيام افضل العلاقات الأخوية بين لبنان مستقل وسيد والجمهورية العربية السورية". وعن مسألة الضغوط الدولية التي تمارس بحق لبنان وسورية وبحق دول المنطقة وشعوبها في شكل عام، أوضح عادل أن"اللبنانيين يدركون اكثر من أي شخص آخر أن التدخلات الخارجية لا تستهدف خير هذا البلد وصلاحه، وإنما تستهدف إعادته إلى سكة الحرب الدموية والاختلافات الأهلية". ولفت إلى أن"الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تزال كما كانت دوماً على أتم الاستعداد للاستمرار في العلاقات الأخوية البناءة والمتميزة مع دولة لبنان الشقيق. ونعتقد أن الشق الاقتصادي هو من الأمور الأساسية التي يمكننا التركيز عليها في توطيد هذه العلاقات الثنائية"، مشيراً إلى أن إيران"كدولة إقليمية كبرى لديها العديد من الخبرات العلمية المتخصصة في المجالات الاقتصادية والعمرانية، في استطاعتها أن تقف إلى جانب لبنان وان تساعده في كل المجالات المتاحة لديها". ورداً على سؤال، دان عادل"أي محاولة اغتيال، سواء في لبنان الشقيق أو في أي منطقة، ونعتقد أن عمليات الاغتيال الآثمة من شأنها أن تهدد الوحدة والأمن والاستقرار والسلم الأهلي في المجال الداخلي، ومن شأنها أن تزرع بذور الفتنة وتفتح المجال واسعاً إمام التدخلات الخارجية". وعما إذا كانت إيران مستمرة في دعم"حزب الله"تقنياً وتدريبياً وتأهيلياً وتمده بالأسلحة، أوضح عادل أن"حزب الله واقع لبناني ينتمي إلى نسيج هذا المجتمع، وانتم تعرفون بطبيعة الحال انه دافع طوال السنوات الصعبة والحساسة في الماضي عن وحدة هذا البلد وعن سيادته واستقلاله، ودفع ثمناً باهظاً من خلال ما قدمه، وبالتالي فقد استطاع أن يحوز التقدير والاحترام البالغين من أبناء الشعب اللبناني العزيز"، مؤكداً دعم بلاده أل"معنوي"للحزب. ولفت عادل إلى أن"سلاح المقاومة والضغوط التي تمارس في هذا الإطار من خلال القرار 1559، محض داخلية لبنانية، وينبغي مقاربتها بالحوار الداخلي البناء بين اللبنانيين". وعما إذا كانت إيران تحض"حزب الله"على الاحتفاظ بسلاحه حتى ولو انسحبت إسرائيل من مزارع شبعا، لكي يستخدمه ربما في الرد على إسرائيل إذا ما هاجمت المنشآت النووية في إيران، أجاب:"نحن نعتقد أن الهدف الأساسي لاطلاق مثل هذه الشائعات المغرضة هو تبرير الاعتداءات التي يمارسها الكيان الصهيوني على دول هذه المنطقة، وإبراز حالة إيران الداعمة لعدم نزع سلاح"حزب الله". وأعلن عادل"أننا في إيران على استعداد كامل للرد بالشكل المناسب على أي اعتداء عسكري إسرائيلي تتعرض له المنشآت النووية الإيرانية، وان الكيان الصهيوني يعرف تماماً انه في حال اقدم على مثل هذه الحماقة فان الخسارة الكبرى سوف ترتد عليه". وقال:"لا نريد أن يصل الملف النووي السلمي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي، ونعتقد أن ليس هناك دليل قانوني لإرسال هذا الملف إلى هناك"، لافتاً إلى أن"ما تريده الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال ملفها السلمي النووي يتطابق تماماً مع مقررات الوكالة الدولية الأوروبية وبعض الأطراف الأخرى، وهو يتعدى المقررات التي تنص عليها هذه الوكالة". وجدد تمسك بلاده"الكبير من خلال توسل المسائل القانونية لكي نحتفظ بحقنا الطبيعي العادل والمشروع المعترف به دولياً في مجال الاستفادة السلمية من الطاقة النووية وتأمين الوقود اللازم لاستخدام إيران". ورداً على سؤال، قال:"نحن لم نبدأ أساساً بعمليات تخصيب اليورانيوم كي يقال إننا نريد أن نستأنف التخصيب، والأمر الذي يجري في منشآت اصفهان النووية هو مسألة فنية". وأضاف:"إن مجلس الشورى الإسلامي في إيران ليس لديه رغبة حالياً في إعطاء الثقة لمسألة الموافقة على البروتوكول الإضافي للمعاهدة الدولية، إلا عندما يشعر أن الأطراف كافة والوكالة الدولية للطاقة النووية يعترفون بحقوق إيران المشروعة والعادلة المنصوص عليها في هذه المعاهدة، أسوة ببقية الدول المنضوية تحت هذه المعاهدة". وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري أقام مساء أول من أمس، مأدبة عشاء تكريمية للمسؤول الإيراني في عين التينة. كما زار الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصر الله المسؤول الإيراني في السفارة الإيرانية في بيروت على رأس وفد يضم عدداً من أعضاء المكتب السياسي ومسؤولي الحزب. وتناول البحث أهم التطورات التي تشهدها المنطقة والأوضاع في لبنان والتقى عادل وزير الخارجية فوزي صلوخ. واستقبل عادل وفداً من تجمع العلماء المسلمين ووفداً من رابطة البرلمانيين المدافعين عن القضية الفلسطينية. وأقام رئيس مجلس الشورى مأدبة غداء تكريمية في السفارة لعائلات شهداء المقاومة.