مثل الجندي تشارلز غرانر الذي يعتبر المشرف الرئيسي على انتهاكات حقوق المعتقلين في سجن ابو غريب العراقي، أول من امس، امام محكمة عسكرية في الولاياتالمتحدة حيث اكد ان رؤساءه يتحملون مسؤولية هذه الفضيحة وانه"برىء"من الاتهامات. وقال غي ووماك محامي غرانر في اليوم الاول من المحاكمة في قاعدة"فورت هود"العسكرية في تكساس جنوب ان"دفاعنا يتمحور حول التأكيد على ان الجندي تشارلز غرانر نفذ الاوامر"، معتبرا ان رؤساءه هم الذين يجب ان يحاكموا. وكان غرانر 36 عاما يرتدي بزته العسكرية المخصصة لجنود الاحتياط في الجلسة التي عقدت في قاعدة صغيرة اختار اعضاء المحكمة التي تضم عشرة عسكريين، الحضور فيها. وستبدأ المحاكمة غداً بالتطرق الى حالات سوء المعاملة عبر الاستماع الى اوائل الشهود ال35 وبينهم ثلاثة عراقيين كانوا معتقلين في سجن ابو غريب. وغرانر من المتهمين الرئيسيين في الفضيحة. وهو اول متهم يمثل امام محكمة عسكرية في الولاياتالمتحدة. وظهر غرانر باسماً في عدد من الصور التي نشرتها الصحف الاميركية في الربيع الماضي امام معتقلين عراة ارغموا على تشكيل هرم في ابو غريب في خريف 2003. ونشرت صور السجناء في جميع انحاء العالم واثارت تساؤلات حول سلوك الجيش الاميركي واساءت لصورة ادارة جورج بوش قبل حملة الانتخابات الرئاسية. ويمكن ان يحكم على غرانر بالسجن لمدة تصل الى 17 عاما اذا ادين بالتآمر لاساءة معاملة المعتقلين والعجز عن حماية معتقلين من تجاوزات واعمال وحشية واعتداء وممارسات مشينة وعرقلة عمل القضاء. وردا على اسئلة الصحافيين، قال غرانر"نحن في اميركا ... وسترون ابتسامة كبيرة على وجهي في نهاية المحاكمة". ويرى محامو غرانر ان الجندي وزملاءه نفذوا اوامر رؤسائهم الذين كانوا يطالبون بعمليات استجواب قاسية في اطار"الحرب على الارهاب". وقال ووماك الذي كان في الماضي جنديا في مشاة البحرية الاميركية المارينز"كانت هناك اوامر محددة جدا حول بعض الامور التي يجب القيام بها وكانت هناك اوامر ضمنية حيال اشياء اخرى". واضاف ان"معظم الذين اعطوا الاوامر يعتمدون على حقهم في التزام الصمت". وتؤكد وزارة الدفاع الاميركية ان ما حدث في ابو غريب كان حوادث معزولة سببتها حفنة من العسكريين لم تحترم الاوامر. وبين الشهود الجندي جوزف داربي الذي ابلغ رؤساءه في بداية 2004 بجلسات حضرها اسيء خلالها لمعتقلين عراقيين بين تشرين الاول اكتوبر وكانون الاول ديسمبر 2003. وغرانر متهم خصوصا بأنه أرغم سجناء على القيام بممارسات مشينة والتقط لهم صوراً في اوضاع مهينة. كما يتهم بضرب السجناء والركوب عليهم. وهو الذي التقط صورة الجندية ليندي انغلاند التي تظهر فيها وهي تجر سجينا عاريا بحزام يلف عنقه. وحتى الآن اكد ثلاثة عسكريين براءتهم امام هيئات تأديبية في العراق، وصدرت عليهم احكام بالسجن لمدد تتراوح بين ثمانية اشهر وثمانية اعوام. ويفترض ان يمثل جنديان آخران في الاشهر المقبلة امام المحكمة العسكرية في"فورت هود". وما زالت الجندية اينغلاند التي وضعت مؤخرا طفلا من غرانر، موقوفة بانتظار قرار حول امكانية مثولها امام محكمة عسكرية. من جهة ثانية، قضت المحكمة نفسها ببراءة سرجنت اميركي من تهمة قتل مدني عراقي، لكنها أدانته بتهمة الاعتداء لانه ترك مرؤوسيه يجبرون عراقيا على أن يلقي بنفسه من أعلى جسر الى نهر دجلة. وبرأت المحكمة السارجنت تراسي بيركنز من تهمة القتل غير العمد. الا أنها أدانته بتهم الاعتداء وعرقلة سير العدالة. واسقطت المحكمة عن بيركنز تهمة الادلاء ببيانات كاذبة. واتهم بيركنز بقتل العراقي زيدون حسون 19 عاما عندما ترك الجنود يجبرونه على أن يلقي نفسه هو وابن عمه من على جسر فوق نهر دجلة في سامراء في يناير 2004.