سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوش : 14 من المحافظات العراقية ال18 تبدو في هدوء نسبي ... والانتخابات "لحظة تاريخية" . الحكيم يؤيد دخول السنة الحكومة اياً كانت النتائج وزيباري يرى "مبالغة" في مخاوفهم من هيمنة شيعية
تضافرت الجهود لانجاح الانتخابات التشريعية في العراق المقررة نهاية الشهر الجاري والتي وصفها الرئيس جورج بوش بأنها"لحظة تاريخية". وفي محاولة لطمأنة السنة الى نتائج الانتخابات التي يتوقع ان تسفر عن برلمان يهيمن عليه الشيعة، اعلن رئيس"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"في العراق عبد العزيز الحكيم ان السنة يجب ان يتمثلوا في الحكومة المقبلة اياً كانت نتيجة الاقتراع، فيما وصف وزير الخارجية هوشيار زيباري مخاوف السنة من هيمنة الشيعة على العراق بعد الانتخابات بأنها"مبالغ فيها". راجع ص 2 و3 و4 وتأتي هذه التطمينات بعد يوم من اجتماع عمان لدول جوار العراق ومصر الذي دعا كل العراقيين الى المشاركة في الانتخابات، مؤكداً تعاون هذه الدول مع الحكومة العراقية"لتوسيع المشاركة في العملية السياسية"ما يعني دعوة السنة الى عدم مقاطعة الانتخابات. واعتبر الرئيس الاميركي في تصريحات صحافية امس ان انتخابات العراق"تشكل لحظة تاريخية"، معرباً عن أمله في ان تكون نسبة المشاركة فيها مرتفعة. وحذر من ان"الارهابيين الذين يخشون الحرية يسعون لاحباط هذه العملية السياسية لانهم لا يريدون ان تترسخ الديموقراطية في العراق"، معتبرا ان الارهاب ناجم عن"الاحباط الذي ولّده الطغيان". وأعلن ان من الممكن تنظيم انتخابات في معظم المناطق العراقية في الموعد المحدد. وقال"ان 14 من المحافظاتالعراقية ال18 تبدو في هدوء نسبي"، لكنه شدد على" ان يتمكن الجميع من التصويت". وفي موقف لافت لطمأنة السنة اعلن رئيس"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"في العراق انهم يجب ان يتمثلوا في الحكومة المقبلة اياً تكون نتيجة الانتخابات. وقال الحكيم، الذي يتوقع ان تفوز لائحة"الائتلاف العراقي الموحد"التي يرأسها في الانتخابات العامة:"اذا كان للسنة عدد قليل او كبير من المقاعد في المجلس المقبل، سنكون بحاجة الى مشاركة الجميع"في الحكومة. موضحاً انه"ينبغي ان يكون للسنة مناصب في الحكومة وان يشاركوا في صياغة الدستور. وهذا ما نسعى الى تحقيقه". وهذا الموقف هو الاكثر وضوحاً على الاطلاق يصدر عن زعيم عراقي شيعي لمصلحة مشاركة السنة في الحكومة على رغم عدم ابدائهم حماسة للمشاركة في الانتخابات، اثر الدعوة الى المقاطعة التي وجهتها"هيئة علماء المسلمين"، وانسحاب ابرز حركاتهم"الحزب الاسلامي العراقي"من السباق الانتخابي. من جهته، وصف زيباري مخاوف العرب السنة من هيمنة الشيعة على العراق بعد الانتخابات بأنها"مبالغ فيها ولا أساس لها"وأوضح انه"من حق الغالبية الشيعية استعراض قوتها بعد سنوات من الاقصاء السياسي في ظل حكم الرئيس العراقي المعزول صدام حسين"، وتابع:"لقد عانوا من التهميش والاقصاء من العملية السياسية وهذه فرصتهم الحقيقية للمشاركة". وذكر زيباري أن على"العناصر العنيدة بين الاقلية السنية، التي هيمنت على مجريات الحياة السياسية في العراق طيلة ثمانية عقود، أن تتأقلم مع الوضع الجديد". وقال"لم يعتدوا على أن يكونوا شركاء في حكم العراق. حقيقة العراق الجديد تختلف عن عراق صدام. عليهم أن يدركوا هذه الحقيقة". ولفت زيباري الى ان"الانتخابات الثانية المقرر اجراؤها قبل نهاية العام كانون الاول - ديسمبر ستكون أكثر حسماً في تشكيل مستقبل العراق"، موضحاً ان انتخابات هذا الشهر"لن تقرر من الذي سيحكم البلد". وأضاف ان الترتيبات السياسية منذ الاطاحة بصدام جعلت من الصعوبة بمكان على أي طرف عراقي احتكار السلطة مرة أخرى. وقال:"لن تتمتع أي جماعة فائزة بنفوذ مطلق في ما يتعلق بكتابة الدستور وتقرير مستقبل البلاد. هناك ضوابط وتوازنات"، مؤكداً أنه"ينبغي أن يحظى الدستور الدائم المقرر كتابته بموافقة كل الجماعات وأن يكتب بالاجماع وليس باملاء جماعة واحدة بعينها". وهيمن موضوع الانتخابات على خطب الجمعة لائمة المساجد السنّية والشيعية في بغداد والمدن العراقية الاخرى، وكرر رجال الدين تحذيراتهم من الفتنة الطائفية والمذهبية في وقت انهمكت المفوضية العليا للانتخابات في تأمين المتطلبات اللوجستية لمراكز الاقتراع وما زالت تنتظر وصول المراقبين الدوليين الى العراق وتسمية المرشحين لمراقبيهم داخل اقلام الاقتراع.