سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أنان المذهول بمشاهداته في المناطق المنكوبة يذكر دول العالم بتعهداتها ... وباول وسترو يتفقدان الدمار . قمة بروكسيل تطالب بنقل الجهود في آسيا من مرحلة الإغاثة إلى إعادة الإعمار
أعرب الاتحاد الأوروبي في بروكسيل أمس، عن تضامنه مع البلدان والسكان ضحايا كارثة تسونامي، وأكد دعمه الدور الريادي الذي تتولاه الأممالمتحدة في تنسيق عمليات الإغاثة وإعادة التأهيل، مطالباً بالتعجيل في الانتقال من"مرحلة الاغاثة إلى مرحلة إعادة الاعمار في المدى الطويل"، وذلك خلال اجتماع مجلس وزراء خارجية البلدان الأوروبية ال25، بمشاركة مسؤول الأزمات الإنسانية في منظمة الصحة العالمية ديفيد نابارو ورئيس المنظمة العالمية للطفولة يونيسف كارول بيلامي. وأكدت مصادر رسمية بلوغ المعونات التي ستوفرها الموازنة المشتركة والبلدان الأعضاء 1.5 بليون يورو تنفق جزئياً الآن في شكل هبات في مجالات الإغاثة العاجلة وضمن خطة لإعادة الإعمار على المدى الطويل. وعبر الوزراء عن استعداد الاتحاد"المساهمة في وضع نظام الإنذار المبكر وقدرات الرد السريع"على الكوارث الطبيعية، على أن يعلنوا لاحقاً عن موقفهم بشأن تقييد آثار الكوارث، في مؤتمر مدينة كوبي في اليابان. وشملت الاقتراحات التي عرضت على اجتماع أمس، تشجيع الدعوات لتخفيف الديون عن البلدان المتضررة. وتحظى دعوات تخفيف الديون بمساندة الأوساط الديبلوماسية في الاتحاد. لكن القرار يتخذ في نطاق نادي باريس الذي سيعقد اجتماعه في منتصف الشهر المقبل في العاصمة الفرنسية. وفي رد على أسئلة تعلقت بالمزايدات بين الدول الكبرى في سباق دعم الضحايا، قال المفوض الأوروبي لشؤون التنمية لوي ميشيل إنه"يتوجب التحلي بشعور المواطنة على الصعيد الدولي". ومهدت مباحثات الوزراء القضايا التي ستطرح في اجتماع الدول المانحة الذي تنظمه الأممالمتحده الثلثاء المقبل في جنيف من أجل تنسيق المعونات الانسانية ومساعدات إعادة إعمار المنطقة. خلاف فرنسي - ألماني من جهته، أبدى وزير خارجية ألمانيا يوشكا فيشر تحفظاً واضحاً أمس، على مطلب فرنسا تسلم مهمة تنسيق المساعدات للضحايا داخل الاتحاد الأوروبي. وقال فيشر الذي شارك في القمة إنه يريد التأكد خلال جولة ستحمله إلى المنطقة المنكوبة من أن إعادة البناء"لن تكون مرهونة بالإطار السياسي فقط". وأضاف أنه سيبحث مع المسؤولين في تايلاندا والهند في كيفية المساعدة بعدما قررت حكومتا الدولتين عدم حاجتهما لمساعدات مالية، وقدرتهما على تأمين مساعدة ذاتية. البنك الآسيوي أمام ذلك، أعلن البنك الآسيوي للتنمية أنه سيزيد مساعداته لإندونيسيا وجزر المالديف وسريلانكا لأكثر من المثلين لتصل إلى 675 مليون دولار. وقال البنك إنه سيقدم ما يصل إلى خمسمئة مليون دولار في صورة منح لا ترد وقروض ميسرة للدول الثلاث وانه سيتم تحويل 175 مليون دولار أخرى من مشروعات قائمة، بعدما تبرع بداية ب325 مليون دولار. امتنان للغرب وفي جاكرتا، بدت ملامح امتنان للولايات المتحدة لمساهمتها في أعمال الإغاثة، في إطار مساعيها الديبلوماسية لاستقطاب أكبر دولة مسلمة عدداً 200 مليون مسلم، هاجمت واشنطن مراراً لحربها على أفغانستانوالعراق، معتبرة أنها تستهدف الدين الإسلامي. وقال غوناوان محمد أحد المفكرين في جاكرتا وأبرز المعارضين للحرب على العراق:"أتلقى الرسائل من أصدقاء تقول: لماذا كانت الدول المسلمة بطيئة وبخيلة معكم أمام المساعدات الوافدة من اليابان واستراليا وأميركا والصين وغيرها". ويأتي كلام محمد بعد يومين على نشر صحيفة"قرآن تمبو"الإندونيسية الواسعة الانتشار مقالاً طالبت فيه الجماعات الإسلامية في البلاد، بمد يد العون والمشاركة في عمليات الإغاثة، إذ قالت:"لا تتحركوا فقط عبر العنف. وظفوا أموالكم للمساعدة وليس فقط لتوفير تجهيزات تؤذي الناس". مشاهدات أنان وتفقد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أمس إقليم آتشيه. وقال:"لا بد من أن اعترف بأنني لم أر قط مثل هذا الدمار ميلاً بعد ميل. والإنسان يسأل أين ذهب الناس؟". وأضاف:"رأينا الناس يبدأون في جمع شتات حياتهم وهذا يوضح لنا بعض الشيء قوة الروح الإنسانية. إنهم يحتاجون مساعدة لتجاوز الآثار النفسية لما بعد الكارثة، وبناء منازلهم وقواربهم حتى يستطيعوا العودة للصيد". ودعا أنان زعماء العالم إلى احترام تعهداتهم بالمساعدات، مشيراً إلى إخفاق الدول في تقديم المعونات التي تم التعهد بها في شكل كامل خلال كوارث سابقة مثل مدينة بم الإيرانية التي هزها زلزال أواخر عام 2003 . وفي نيويورك، أعلن منسق المساعدات الطارئة في الأممالمتحدة يان إيغلاند إن عمليات الإنقاذ تتقدم ولكن لا تزال هناك صعوبات ضخمة في إندونيسيا. وأضاف:"وصلنا إلى الكثير من الأشخاص وحملنا لهم المزيد من المساعدات في مجال المياه والمواد الغذائية والسكن والأدوية. لكن ما زلنا نواجه مشكلات ضخمة وهي ستستمر في القطاعات التي لا يمكن الوصول إليها والمقطوعة عن العالم". باول وسترو في المناطق المنكوبة في المقابل ، زار وزير الخارجية الأميركي كولن باول أمس سريلانكا بعد مشاركته في قمة جاكرتا الخميس، مواصلاً جولته في دول آسيا المتضررة من المد البحري. وقال باول من خلال أحد مساعديه قبل أن يجتمع مع تشاندريكا بندرانيكا كوماراتونغا رئيسة سريلانكا"اتيحت لي فرصة أن أشاهد الدمار في شكل مباشر ولا يمكن تقدير ما حدث في ذلك اليوم الرهيب إلا من خلال رؤية ذلك على الطبيعة". وترافق جولة باول مع موافقة الكونغرس الأميركي على إعفاء ضريبي للتبرعات المقدمة إلى الهيئات الخيرية التي تدعم جهود الإغاثة. وحظي مشروع القانون بموافقة سهلة في مجلسي النواب والشيوخ وأرسل إلى الرئيس جورج بوش لتوقيعه. ويسمح المشروع لدافعي الضرائب بحسم التبرعات النقدية التي يدفعونها قبل 31 كانون الثاني يناير إلى جهود إغاثة المنكوبين في كارثة"تسونامي"من التزاماتهم الضريبية لعام 2004 . 400 قتيل بريطاني؟ أما وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الذي زار جزيرة فوكيت التايلاندية، فأعلن بعد الزيارة أن 49 بريطانياً قتلوا و391 فقدوا يرجح مقتلهم. ولفت إلى أن"من المستحيل معرفة البلد الأصلي"للعديد من الضحايا"نظراً لهول هذه الكارثة الطبيعية". وحذر سترو من أن التعرف إلى كل الضحايا قد يستغرق شهوراً. تحرك كندي وفي كندا، أعلن مسؤول حكومي أن رئيس الوزراء بول مارتن سيتوجه قبل نهاية الشهر الجاري إلى تايلاندا وسريلانكا ضمن رحلته المقررة إلى آسيا والتي ستقوده إلى الصينواليابان والهند. وكانت كندا تعهدت تقديم ثمانين مليون دولار كندي 65.5 مليون دولار أميركي لضحايا المد البحري، بينما تخطت هبات المواطنين السبعين مليون دولار كندي 57.4 مليون دولار أميركي.