لم يحدد مجلس الوزراء الذي عقد مساء اول من امس برئاسة رئيس الحكومة عمر كرامي اي موعد للجلسة المنتظرة لمناقشة مشروع قانون الانتخاب الجديد على رغم ان كرامي كان تعهد بإنجازه في 15 الجاري تمهيداً لإحالته الى المجلس النيابي لمناقشته وإقراره بصيغته النهائية. وإذ عزا بعض الوزراء سبب عدم تحديد الموعد الى وجود وزير الداخلية والبلديات سليمان فرنجية في تونس للمشاركة في المؤتمر السنوي لوزراء الداخلية العرب، رأى البعض الآخر ان التأخر يعود الى استمرار الخلاف بين اركان الدولة على التقسيمات. وكانت الجلسة عقدت في غياب نائب رئيس الحكومة عصام فارس الذي ترى اوساط وزارية ان لا مبرر لحضوره طالما انه يؤتى بمعظم التعيينات جاهزة الى مجلس الوزراء، ومن دون توزيع نبذة شخصية ومعلومات خاصة عن المعينين، يفترض ان تعدها مؤسسات الرقابة وخصوصاً مجلس الخدمة المدنية. وفي هذا السياق، استبعد وزراء ل"الحياة"ان تكون الجداول التي وزعت عليهم في مستهل الجلسة والخاصة بتعيين عدد من رؤساء وأعضاء مجلس الإدارة في المستشفيات الحكومية، صدرت عن مجلس الخدمة المدنية وأكدوا ان التعيينات طرحت من خارج جدول الأعمال. وكشف هؤلاء ان نقاشاً دار في الجلسة حول تعيين احد مفوضي الحكومة في مجلس ادارة مستشفى في جبل لبنان بعدما اعترض وزراء على تعيينه بسبب إحالته إلى التفتيش المركزي، بينما دافع آخرون عن تعيينه. من جهة ثانية حصلت"مبارزة سياسية"ظلت في حدود السيطرة بين وزير المال الياس سابا، ووزير الدولة كرم كرم، على خلفية طرح مسألة سفر الأخير الى جنيف لتمثيل لبنان في الاجتماع الدوري لمنظمة الصحة العالمية الذي يعقد في 15 الجاري. وعلمت"الحياة"ان سابا اعترض على سفر كرم الى جنيف بحجة ان الوضع المالي لخزينة الدولة لا يسمح بذلك وأن الحكومة تتبع سياسة التقشف وأن لا جدوى من مشاركة لبنان في الاجتماع، وقد ايده في موقفه الرئيس كرامي. ولم يكن امام كرم من حل سوى السفر الى جنيف على نفقته الخاصة وقد اعلم رئيسي الجمهورية والحكومة بالأمر. على صعيد آخر، نفى وزير الإعلام ايلي الفرزلي ل"الحياة"ان يكون مجلس الوزراء شكل لجنة طوارئ وزارية برئاسة كرامي لمتابعة التطورات الراهنة على الساحة اللبنانية والإعداد لحملة اعلامية مضادة ضد المعارضة في اطار الإعلام الرسمي وخارجه. وأكد وزير الدولة البير منصور انه لم يكلف بشيء من هذا القبيل وأن لا علم له بتشكيل لجنة او هيئة انبثقت من جلسة مجلس الوزراء. ورداً على سؤال عن تصريحات السفير الأميركي في بيروت جيفري فيلتمان، قال منصور ان تدخله اصبح غريباً، خصوصاً انه يطرح بنفسه ان تدخله يوازي تدخل السوريين وأن هناك عنجر وهو يتدخل من عوكر"لقد ثبتت مقولة عوكر وعنجر ومحاولة البعض استبدال عنجر بعوكر، وفي الحقيقة ان الهدف الأساس للحكومة هو تنفيذ اتفاق الطائف وأن المعارضة متفقة على امر واحد وهو عدم تدخل الاستخبارات في الشؤون السياسية، ونحن ننتظر نتائج الانتخابات النيابية حتى نقول اذا كانت الغالبية اللبنانية تريد تطبيق الطائف او تنفيذ القرار الرقم 1559". وبالنسبة الى احتمال انضمام الرئيس رفيق الحريري الى المعارضة قال منصور ان"الحريري هو الصمغ الحقيقي الذي يجمع المعارضة فعلياً وأن بقاءه وراء الستار ليس إلا عملية مناورة، وأن ما يحصل ليس توسعاً للمعارضة بل هو إعلان عما كان مخفياً، وبالتالي هذا الأمر لم يفاجئ احداً".