ارتفعت حصيلة ضحايا أمواج المد البحري التي ضربت ثماني دول في جنوب آسيا وجنوب شرقها إلى 145 ألف قتيل، فيما تبذل الأسرة الدولية جهوداً جبارة لإنقاذ ملايين المنكوبين ومنع انتشار الأوبئة بعد ثمانية أيام على الكارثة. وأعلنت وزارة الصحة الأندونيسية أمس أن أربعة وتسعين ألفاً وواحداً وثمانين شخصاً قتلوا في شمال جزيرة سومطرة. تعقيدات في الإغاثة وكغيرها من المنظمات الدولية، تواجه الأممالمتحدة عملية إغاثة لا سابق لها في مجالها وتعقيدها، تشمل نحو عشر دول. كما تصطدم عمليات الإنقاذ بصعوبات لوجستية هائلة. فالمطارات صغيرة ومكتظة في حين تحاول طائرات الشحن الكبيرة التي تنقل مساعدات الهبوط فيها. ويتأخر نقل المساعدات برًا بسبب نقص الوقود والآليات والجسور والطرق مدمرة، مما يجعل الانتقال إلى المناطق المنكوبة صعباً. وقالت الأممالمتحدة إن أكثر من مليون شخص في سومطرة وسبعمئة ألف آخرين في سريلانكا سيكونون مرتبطين في شكل كامل بالمساعدة الخارجية للحصول على الغذاء. وأعلنت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين أنها ستبدأ قريباً بتسيير رحلات إغاثية لنقل المعونات وإيواء نحو مئة ألف شخص من المتضررين في أندونيسيا جراء الزلزال، وذلك من مخازن المفوضية في كوبنهاغن ودبي. وستسير المفوضية رحلات الإغاثة من دبي لنقل ألفي خيمة، وأربع رحلات من الدنمارك لنقل بطانيات وأغطية بلاستيكية وأدوات مطبخية وأوعية لمياه الشرب. وقدرت الحكومة الأندونيسية عدد الناجين الذين باتوا بلا مأوى بمئتي ألف شخص. وكان يان إيغيلاند منسق المساعدات العاجلة للأمم المتحدة تحدث الحد عن صعوبات كبيرة في توزيع المساعدات في جزيرة سومطرة، وخصوصاً إقليم آتشيه الواقع في شمال أندونيسيا والأكثر تضرراً. وتحدثت منظمة الصحة العالمية عن ظهور بوادر أمراض معدية. قوات عسكرية... فرق إنقاذ وقال السناتور الجمهوري ريتشارد لوغار إن الولاياتالمتحدة قد تنفق في نهاية الأمر بلايين الدولارات لمساعدة آسيا في التغلب على مأساتها. وقال السناتور الذي يشغل منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إن المبلغ الذي تعهد به الرئيس الأميركي كمساعدات حتى الآن ويبلغ 350 مليون دولار، يمثل كل موازنة المساعدات الأميركية ضد الكوارث، وأن الكونغرس سيعمل على تمرير تشريع من أجل"تجاوز واضح"لذلك الرقم. وبدأت مروحيات أميركية منذ أمس الأول إجلاء المنكوبين من الساحل الشمالي الشرقي لسومطرة في رحلات مكوكية انطلاقاً من حاملة الطائرات أبراهام لينكولن التي ترسو قبالة سواحل الجزيرة. وأرسلت فرنسا من جهتها حاملة المروحيات جان دارك، بينما أعلنت بريطانيا استعدادها لإشراك جيشها في عمليات المساعدة الإنسانية. كما توجه وزير الصحة الفرنسي فيليب دوست بلازي إلى كولومبو في طائرة تحمل 15 طناً من الأدوية ومواد تنقية المياه. وفي جنوبسريلانكا، وصلت وحدات من مشاة البحرية الأميركية المارينز تضم مئتي جندي الاثنين من أصل ألف وخمسمئة قررت الولاياتالمتحدة إرسالهم من قاعدة جزيرة أوكيناوا اليابانية. وسيعمل هؤلاء الجنود على إعداد الجانب اللوجستي لوصول المساعدات الأميركية. وأرسلت باكستان أمس بعثتي إغاثة منفصلتين إلى أندونيسياوسريلانكا. وأرسلت طائرتان للنقل الجوي تابعتان لسلاج الجو الباكستاني تقلان مهندسين وأطباء وفنيين طبيين إلى أندونيسيا، فيما توجهت سفينتان تابعتان للبحرية الباكستانية مع ثلاث مروحيات ومعدات إنقاذ أخرى إلى كولومبو. وفي شمال سريلانكا، تنتظر فرق الإغاثة موافقة المتمردين التاميل الذين يسيطرون على المنطقة لنشر فرق للمساعدة. وتخشى السلطات السريلانكية انتشار أوبئة في شرق الجزيرة الأكثر تضرراً. وأعلنت تايلاند مقتل نحو خمسة آلاف شخص بينهم أكثر من ألفي أجنبي وفقدان ثلاثة آلاف وثمانمئة. وقد عُبّئ نحو عشرين ألف شخص لعمليات إزالة الركام والأنقاض وإعادة الإعمار التي تتركز في فانغ نغا وفوكيت، وهما موقعان سياحيان مهمان. وعبرت وزارة الصحة التايلاندية عن قلقها من ظهور أمراض تنفسية معدية والملاريا والكوليرا أو التيفوئيد بين الناجين وبين سكان فانغ نغا. وفي الهند حيث بلغت الحصيلة الأحد نحو 15 ألف قتيل، بينهم خمسة آلاف وأربعمئة مفقود يرجح أنهم قتلوا، تبدو المساعدات غير كافية وتتم في أجواء من الفوضى. ودان مسؤولون ميدانيون توزيع هذه المساعدات في شكل غير عادل، وطابعها الذي لا يتناسب مع حجم الكارثة. وأعلنت السلطات في أرخبيلي اندامان ونيكوبار الهنديين، إنها تواجه نقصاً كبيراً في الفرق الطبية. وأرسلت الفيليبين فريقاً مكوناً من 8 أطباء شرعيين إلى تايلاند للمساعدة. ودعت رئيسة الفيليبين غلوريا ماكاباغال آرويو إلى الإسراع في الاستعدادات لمواجهة الكوارث الإقليمية، وقالت إنها ستحضر"قمة حول الأمواج العاتية"تعقد في جاكرتا الخميس والتي يحضرها أمين عام الأممالمتحدة ووزير الخارجية الأميركي كولن باول ومسؤولون من الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي وبنك التنمية الآسيوي. مخاوف من زلزال محتمل وفي ولاية آسام الهندية في شمال شرقي البلاد، أصدرت السلطات تحذيراً من زلزال محتمل، مما دفع السكان المذعورين إلى التجمع في متنزهات واسعة مفتوحة بعيدة تماماً من البنايات المرتفعة. كما سارع أهالي جواهاتي كبرى مدن الولاية الى تخزين المواد الغذائية والأدوية. وأمام المخاوف، أعلن الرئيس الأندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو أن عدداً كبيراً من الدول الآسيوية بدأ العمل لإقامة نظام للإنذار المبكر للمد البحري. وأوضح رئيس الدولة أنه أصدر توجيهات إلى وكالة الأبحاث التكنولوجية التطبيقية التابعة للدولة ومكتب الجيوفيزياء في جاكرتا للعمل على هذا المشروع. فيروس"زوليكان" وتناقل سكان سنغافورة رسالة عبر الهواتف النقالة تتحدث عن"فيروس زوليكان شديد الخطورة وينتشر من خلال الأطعمة البحرية"في أعقاب الكارثة، وسارعت هيئة الأغذية الزراعية والبيطرية إلى نفي وجوده. كما أصدر المعهد المركزي لتكنولوجيا الأسماك في الهند تأكيداً مماثلاً، مشيراً إلى أن تناول الأسماك آمن وما من فيروس باسم"زوليكان". أجانب ونفت الحكومة الألمانية تقارير عن فقدان 3200 ألماني في الكارثة. وقال توماس ستيغ، نائب الناطق باسم المستشار الألماني غيرهارد شرودر:"من الواضح أن هناك أكثر من ألف شخص في عداد المفقودين. أما جميع الأرقام الأخرى، فمجرد تكهنات". وقالت وزارة الخارجية إن ليس لدى برلين خطط لنشر قوائمها الخاصة بالمفقودين - كما حدث في بعض دول الشمال. وفي ويلينغتون، أعلنت وزارة الخارجية أن عدد السياح النيوزيلنديين المفقودين في فوكيت التايلاندية انخفض إلى سبعة أشخاص فقط، بعدما اتصل عدد كبير من المدرجين على قائمة المفقودين بالأصدقاء والأقارب. وتأكد مقتل اثنين من النيوزيلنديين ووجود ثمانية في المستشفى. ويتوجه وزير الخارجية فيل جوف اليوم إلى فوكيت للتعرف إلى جثث الضحايا قبل انتقاله إلى جاكرتا. وفي لاهاي، ذكرت مصادر رسمية أنه تأكد مقتل ستة هولنديين في موجة المد البحري القاتلة فيما لا يزال نحو أربعين آخرين في عداد المفقودين. وأكدت وزارة الخارجية الهولندية وفاة خمسة هولنديين في تايلاند وواحد في سريلانكا.