شهدت المناطق السنية نسب مشاركة متفاوتة في الانتخابات العامة أمس، ففي حين كانت مراكز الاقتراع في مناطق محافظة الأنبار غرب ومدن"مثلث الموت"السني في جنوببغداد خالية من المقترعين أو مغلقة، شارك عدد كبير من العراقيين السنة في محافظة ديالى شمال شرق. كما تعرضت مراكز انتخابية وحافلات تقل ناخبين لهجمات بعبوات وقذائف هاون، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص بينهم امرأة وطفل وجرح 29 آخرين. ووسط توقعات بوقوع أعمال عنف، أغلقت مراكز الاقتراع في مدن اللطيفية والمحمودية واليوسفية المعروفة باسم"مثلث الموت"ومدينة الرمادي غرب أبوابها، لكن السلطات العراقية سمحت للناخبين بالاقتراع في مناطق مجاورة. وأوضح الناطق باسم"المفوضية العليا المستقلة للانتخابات"فريد ايار أن مراكز الاقتراع لم تفتح أبوابها في منطقة"مثلث الموت"بعد أربع ساعات من بدء التصويت في مناطق أخرى. وتابع أن"مراكز الاقتراع لم تفتح أبوابها بعد في اللطيفية والمحمودية واليوسفية". واعتبر موظف آخر في المفوضية أن"اللطيفية واليوسفية والمحمودية مناطق متوترة وسمحنا لسكان من هذه المدن بالتصويت في أقرب مركز اقتراع". وفي الفلوجة التي تعرضت لعملية عسكرية واسعة شنتها القوات الأميركية والعراقية العام الماضي، تدفق العشرات من الناخبين الى مراكز الاقتراع فيها. وأفاد ضابط في الحرس الوطني العراقي أن"العشرات يأتون منذ السابعة صباحاً الى المركز للتصويت كما يشارك أيضاً أفراد الحرس الوطني"، مضيفاً أن"الفلوجة باتت آمنة اكثر من أي مكان آخر في العراق اليوم وهي في غاية الهدوء". وينتشر الجيش الأميركي في المدينة، في حين يتولى الحرس الوطني حماية المراكز الانتخابية الخمسة فيها. ولاحظ مراسل وكالة"فرانس برس"عدم وجود نساء بين الناخبين. وقال الناخب كريم فرج 31 عاماً:"جئت لممارسة حقي الانتخابي وأمنح صوتي لقائمة الملكية الدستورية بزعامة الشريف علي بن الحسين لأنها المناسبة أكثر من غيرها". أما الرمادي غرب كبرى مدن محافظة الأنبار، فشهدت مقاطعة واسعة للانتخابات، فيما تعرض مركزان انتخابيان فيها لقصف مدفعي. وأفاد مراسل"فرانس برس"بأنه زار ثلاثة مراكز انتخابية ولم يشاهد فيها أحداً سوى عناصر الحرس الوطني العراقي والقوات الأميركية، فيما الشوارع خالية من الناس تماماً. وأبدى سكان في المدينة شكوكاً حول الدوافع وراء اجراء الانتخابات، ورأى المدرس سعد الدليمي 45 عاماً أن"الانتخابات عملية رتبها الاحتلال لتثبيت رئيس الوزراء اياد علاوي في نهاية الأمر". وتساءل جبير الدليمي 52 عاماً:"كيف ننتخب ونحن شعب محتل والقوات الأميركية تعتقل أولادنا وتدخل بيوتنا...أين الديموقراطية؟". وأكد مقدم في الشرطة العراقية أن مركزين انتخابيين في وسط الرمادي تعرضا للقصف بقذائف الهاون، مضيفاً:"أغلقت الجسور التي تؤدي الى مداخل الرمادي". وفي مدينة بعقوبة كبرى مدن محافظة ديالى، تدفق الناخبون بأعداد كبيرة"غير متوقعة"الى مراكز الاقتراع. واتخذت اجراءات امنية مشددة وسط انتشار الشرطة العراقية ودوريات أميركية في محيط المراكز الانتخابية. وكان اطلاق نار سمع في شوارع المدينة أمس. واضطر القائمون على أحد المراكز الى فصل النساء عن الرجال نظراً الى الأعداد الكبيرة للناخبين. وأوضح مدير المركز:"طلبنا صناديق وقوائم اضافية لأننا لم نتوقع مثل هذا العدد". وارتدى الناخبون دشاديش وعباءات في حين كانت النساء تهلل وتتبادل التهاني. وكان مدير أحد المراكز قال إن"هناك دمجاً في المراكز بسبب الوضع الأمني"، موضحاً أن"عدداً من العائلات وصلوا منذ الساعة 06.30 بالتوقيت المحلي ودهشت لأنني لم أكن اتوقع أن يبدأ الناس بالتوافد في وقت مبكر". وفي بلد شمال، أعلنت الشرطة أن امرأة وطفلاً قتلا وجرح 15 شخصاً آخرين بينهم أربع نساء بعدما أصابت قذيفة هاون مركز اقتراع في ثانوية المدينة. وأوضح المقدم في الشرطة عادل عبدالله أن"امرأة كانت في طريقها الى مركز اقتراع قتلت وطفل وجرح 15 شخصاً بينهم أربع نساء في قذيقة سقطت وسط مركز اقتراع في بلد". كما سقطت قذيفة أخرى قرب مركز آخر للاقتراع من دون أن توقع ضحايا. وأفاد مراسل"فرانس برس"بأن مركزاً للاقتراع فتح أبوابه في سامراء عند الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي، بتأخير ساعتين عن الموعد المحدد وبعدما أعلن رئيس مجلس المدينة أن الانتخابات لن تجري فيها. وفتح المركز الانتخابي في منطقة القلعة غرب المدينة وسط انتشار قوات من الوحدات الخاصة والجيشين العراقي والأميركي، في حين أغلقت مدرعات الطريق باستثناء منفذ واحد، لكن المراسل لاحظ عدم وجود ناخبين. وقال المقدم محمود محمد من شرطة المدينة ان"المراقبين جلبتهم المفوضية من تكريت للاشراف على الانتخابات في سامراء". وسقطت ثلاث قذائف هاون شرق المدينة من دون أن تسفر عن وقوع خسائر في مدرسة شيماء التي تضم مركزاً للاقتراع. وكان رئيس مجلس المدينة طه حسين أكد أن الانتخابات لن تجرى في المدينة بسبب الأوضاع الأمنية. وفي تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي المخلوع صدا حسين، كان الاقبال على صناديق الاقتراع ضعيفاً جداً، واقتصر على أبناء المحافظاتالجنوبية"الشيعة"و"الأكراد"الذين يسكنون المدينة منذ وقت طويل. ووجه محافظ تكريت حمود حمد الشكطي نداء أذيع مرات عبر اذاعة المحافظة طالب فيه المواطنين بالذهاب الى مراكز الاقتراع لممارسة"حقهم الشرعي". وتعرضت معظم المراكز الانتخابية في المدينة تكريت الى هجمات من دون أن تسفر عن وقوع اصابات. وفي الحلة، أعلنت الشرطة ومصادر طبية أن خمسة أشخاص قتلوا وجرح 14 آخرون في انفجار قنبلة وضعت في حافلة تقل ناخبين سنة جنوببغداد. وقال النقيب في الشرطة أحمد السماوي:"انفجرت قنبلة في حافلة تقل ناخبين الى المحاويل جنوب، ما أدى الى مقتل خمسة أشخاص وجرح 14". وأوضح أن"الناخبين كانوا اتين من البو علوان". وقال مراسل وكالة"فرانس برس"في المنطقة إن هذه البلدة سنية بكاملها.