شهدت اربيل، مركز اقليم كردستان العراق، إقبالاً شديداً على التصويت. فمنذ الساعة السابعة صباحاً بدأت طوابير المقترعين في التردد على المراكز، وازدادت أعدادهم مع مرور الوقت. وكان لافتاً تزين الناس بأجمل حليهم، وملابسهم الفلكلورية التقليدية، وبدت حركتهم الجماعية نشطة. النساء بزيهن الكردي المعروف، والرجال والشباب وحتى الاطفال الذين اتخذوا من قارعات الطرق ملعباً لهم، شاركوا أهلهم. وأدلى الناخبون في اربيل بأصواتهم لانتخاب الجمعية الوطنية البرلمان العراقي و"البرلمان الكردستاني"وانتخاب"مجلس المحافظة". بالاضافة الى استفتاء غير رسمي نظمته"حركة الاستفتاء في كردستان"وهي حركة مستقلة تحاول استطلاع آراء الاكراد في استقلال كردستان، اذ وزّعت 2.5 مليون بطاقة خاصة بهذا الاستفتاء خارج المراكز الانتخابية في أربيل والسليمانية ودهوك. وجرت الانتخابات في ظل اجراءات امنية مشددة، وصلت الى الذروة اول من امس السبت، حيث مُنع التجوال منذ العاشرة ليلاً وانتشرت قوات الامن في ارجاء المدينة. واُقيمت الحواجز امام المراكز الانتخابية، لمنع مرور السيارات من امامها، وجرى نشر أعداد كبيرة من حراس الامن من الرجال والنساء لتفتيش المقترعين امام كل مركز انتخابي. وقال السيد جميل عبدالاحد نباتي مدير المركز الانتخابي 212 ل"الحياة "إن المركز شهد إقبالاً كبيراً، بعد ان ادلى العاملون فيه بأصواتهم. واضاف بأن هناك 40 موظفاً في المركز و20 من قوات الشرطة والامن و22 ممثلاً عن الاحزاب المشاركة في الانتخابات. واكد بأن فرز الاصوات يجب ان يتم بعد اقفال صناديق الاقتراع. الناخب نجاة اسماعيل 50 عاماً، قال ل"الحياة":"إنها تجربة جديدة وناجحة الى حد ما والناس تحتفل بها كالعرس، اتمنى مشاركة فعالة من الجماهير الكردستانية. اننا متعطشون للديموقراطية". صوّت نجاة للقائمة 130 و162 و292 وهي القوائم الانتخابية الخاصة بالتحالف الكردستاني، وعلل اختياره ب"وجود شخصيات معروفة ومخلصة تخدم المجتمع". وعلى رغم سير العملية الانتخابية في اربيل بهدوء، إلا ان بعض مراقبي الاحزاب في المراكز الانتخابية انقسمت آراؤهم بين من قال انها تسير بشكلها الطبيعي من دون اي تأثير، او ضغط من اي جهة ومن يعتقد بوجود ضغوطات على الناخبين. اسماعيل ابراهيم ممثل"الاتحاد الوطني الكردستاني"يعتقد ان هناك من يؤثر في قرار الناخب، طالباً منه التصويت لجهة على حساب الجهة التي يريد التصويت لها. بينما قال ديار محمد مصطفى ممثل"الحزب الديمقراطي الكردستاني"ان العملية تسير بشكل جيد. أما اديندار نعمان المشرف القانوني على احد مراكز الاقتراع فقال ان هناك بعض التأثيرات على الناخبين في اتخاذ قرارهم. واضاف ان من حق المقرب الى شخص أُمي واحد او اثنين مساعدتهما في عملية التصويت وليس التصويت بدلاً عنهما، ولكن السيد ديندار لاحظ ان هناك من ساعد او صّوت لأكثر من العدد المسموح. الناخب عبدالخالق رفيق في المركز الانتخابي رقم 211، أبدى اعجابه بما تعنيه التجربة له كإنسان عراقي وكردستاني. أما مديرة المركز الانتخابي رقم 211 التي لم ترغب في الافصاح عن اسمها، فقالت إن حجم المشاركة الجماهيرية الواسعة في الانتخابات، يعود الى الامن والاستقرار المفروضين.