اجرى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ابو مازن امس محادثات في القاهرة مع الرئيس حسني مبارك اسفرت عن اتفاق على تدريب ضباط امن فلسطينيين في مصر التي أبدت أيضاً استعدادها لمواصلة ترتيب حوارات بين الفصائل الفلسطينية. وجاء اجتماع مبارك - عباس فيما تبدو السلطة الفلسطينية مصممة على اتمام تنفيذ التزاماتها الواردة في البند الاول في خطة"خريطة الطريق"الدولية الخاص ب"وقف العنف المتبادل"في اقرب وقت تهيئةً لزيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى المنطقة في الاسبوع الاول من الشهر المقبل. ويبدو ان وراء هذا الاستعجال احتمال تزامن زيارة رايس مع لقاء القمة بين الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الاسرائيلي، وفقاً لمسؤولين فلسطينيين، وذلك لفتح الباب امام تحرك عملي لتطبيق المراحل اللاحقة في الخطة الدولية التي تنص على اقامة دولة فلسطينية مستقلة بحلول نهاية العام الجاري 2005. واكدت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان لقاء عباس - شارون سيعقد في الثامن من الشهر المقبل في ضوء النتائج الايجابية المتوخاة فلسطينياً من الاجتماع الذي عقده وزير الشؤون الامنية الفلسطيني السابق محمد دحلان مع وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز مساء امس، والاجتماع التحضيري الثاني للقاء القمة الذي سيعقد في الايام المقبلة بين الوفدين الفلسطيني والاسرائيلي. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان اجتماع دحلان - موفاز الليلة الماضية تمحور حول"تسليم عدد من المدن الفلسطينية للاجهزة الامنية الفلسطينية وبعض الخطوات التسهيلية للمدنيين الفلسطينيين". وأكدت مصادر فلسطينية انه اذا وافقت اسرائيل على المطالب الفلسطينية الواردة في خطة"خريطة الطريق"في ما يتعلق ب"الاعلان المتبادل عن وقف العنف"، فإن عباس سيتوجه الى غزة لابرام الاتفاق رسمياً مع الفصائل الفلسطينية في هذا الخصوص. ومن القاهرة قال وزير الشؤون الخارجية نبيل شعث في مقابلة مع اذاعة"صوت فلسطين"ان السلطة الفلسطينية توصلت الى"اتفاق وطني مع الفصائل كافة وبدأت بتنفيذه"، وان"على اسرائيل في المقابل ان تنفذ التزاماتها وتوقف عمليات الاغتيال والاجتياحات وتحل مشكلة المطاردين ومشكلة الفلسطينيين الذين ابعدوا عن مدينة بيت لحم"قبل اكثر من عامين سواء الى قطاع غزة أو الى اوروبا. واوضح شعث ان قضية الاسرى الفلسطينيين واطلاقهم لن تقتصر على الافراج عن دفعة واحدة بل"ستكون عملية متواصلة مجدولة". وانتقل عباس وشعث من القاهرة الى عمان، ومنها انتقل شعث مساءً الى دمشق للبحث مع المسؤولين السوريين في"التطورات والاجراءات"التي اتخذتها السلطة الفلسطينية في الآونة الاخيرة.