تشهد مراكز الاقتراع في عمان توافد أعداد كبيرة من العراقيين الذين تركوا بلدهم وقصدوا الأردن المجاور لتتسنى لهم فرصة الاقتراع بأمان بعيداً عن دوامة العنف التي تهدد وتيرتها بالارتفاع مع بدء عملية الاقتراع في العراق اليوم الأحد. تقول السيدة عايدة التي قصدت مركز الاقتراع في مدرسة الصويفية الثانوية للبنات في عمان الغربية متكئة على عكازها:"أريد أن أنتخب طبعاً، لأن الأجواء هنا آمنة". وتضيف هذه السيدة من أهالي البصرةجنوبالعراق التي قصدت عمان منذ حوالي شهرين:"من حسن الحظ انني موجودة هنا لأتمكن من المشاركة، لو كنت في بلدي لما كنت انتخبت". وكذلك، اصطحبت السيدة ليندا البازي قريبتين لها قدمتا من بغداد الى مركز الاقتراع لتدليا بصوتيهما. تقول هذه السيدة الأنيقة التي تقيم في عمان منذ 1991 وهي متحدرة من بغداد:"نأمل بأن تساهم هذه الانتخابات في تحسين الأوضاع الأمنية السيئة في بلدنا". ويقول رجل الاعمال ابراهيم الدرة الذي قصد الأردن من بغداد للمشاركة في الانتخابات:"اخترت أن انتخب هنا لأنني أخاف أن أخرج من بيتي في العراق يوم الاقتراع". ويضيف:"أنا سني وانتخب لأن البديل الآخر عن الانتخابات غير موجود، وحتى لو أرجأنا هذه الانتخابات ستة أشهر أخرى فالأوضاع الأمنية لن تستقيم". ويتابع قائلاً:"منذ وعينا على الدنيا لم نمارس هذه التجربة لذلك نحن نؤيدها مئة في المئة ونتمنى على الفائزين أن يتآلفوا في بناء عراق ديموقراطي حر جديد". ولا يخفي الرجل الذي قصد مركز الاقتراع مع أفراد عائلته أنه يؤيد رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي"ليس لشخصه بل لأنني أؤيد أي عراقي علماني يريد أن يبني العراق لكل فئاته وطوائفه". ويقول:"نتمنى أن تستقيم الأمور بعد الانتخابات وأن يتخذ من انتخبناه الاجراءات المناسبة في بناء العراق الذي نتمناه ونطمح اليه ووقف المشكلات والدمار الذي نراه اليوم". شهلاء قطان قصدت أيضاً عمان هرباً من دوامة العنف والسيارات المفخخة في بغداد ولكي تتسنى لها الفرصة بأن تنتخب بأمان في الأردن. وتقول هذه المهندسة وهي اليوم ربة منزل:"رأينا أن نأخذ اجازة أنا وعائلتي في هذا الوقت بالذات ليتسنى لنا أن ننتخب في الأردن"، مضيفة:"نأمل بأن يتحسن الوضع الأمني بعد الانتخابات لأننا نعيش منذ عامين في أجواء غير طبيعية". وتقول هدى اياد وهي من الطائفة المسيحية وقصدت أيضاً عمان من بغداد للادلاء بصوتها:"انتخبت اياد علاوي لأنه منصف لكل الطوائف ومستقل ونشعر كنساء عراقيات بأنه سيعيد الينا حقوقنا". وتؤكد هذه المهندسة المدنية التي تعمل في وزارة الصحة في بغداد أن للانتخابات"تأثيراً كبيراً في وضع المرأة فهناك تمييز كبير بين الرجل والمرأة في العراق وهذه الانتخابات ستثبت أن للمرأة دورها عندما تدلي بصوتها وتختار القائمة التي تعيد لها حقوقها". وأفادت منظمة الهجرة الدولية المكلفة تنظيم هذه الانتخابات بأن عدد الناخبين المسجلين في الأردن 20166 عراقياً من أصل مئتي ألف يقيمون في هذا البلد بينهم مئة الف مؤهلون للانتخاب. وسيصوت العراقيون في الأردن من الجمعة الى اليوم الأحد في 11 مركزاً للاقتراع أقيمت في المملكة من بينها ثمانية مراكز في عمان ومركزان في اربد شمال ومركز في الزرقاء شمال شرق. وتجري عمليات التصويت في 14 دولة غير العراق هي استراليا وبريطانيا وكندا والدنمارك وفرنسا والمانيا وايران وهولندا والسويد وسورية وتركيا والامارات والولايات المتحدةوالأردن باشراف 253 مراقباً معتمدين لدى المنظمة الدولية. وكانت المنظمة أعلنت عند اغلاق تسجيل الناخبين الأربعاء الماضي أن حوالي 280 ألف عراقي يعيشون في الخارج تسجلوا للانتخابات، أي ربع العدد الذي كانت توقعته.