"محافظة الانبار" التي تعد من اكثر المناطق العراقية سخونة ومواجهة مع القوات الاميركية، يقف معظم ابنائها ضد الاحتلال ويساندون المقاومة المسلحة، ويرفضون كل ما يصدر عن الاحتلال من دون مناقشة. وتندرج الانتخابات التي تجري نهاية الشهر الجاري ضمن هذا الاطار. ويعتقد مدير مكتب المفوضية في الانبار المغلق سعد عبدالعزيز الراوي، ان هناك اسبابا عدة اجبرت اهل الانبار على اتخاذ موقف معاد للانتخابات"اذ انها ستلحق الغبن بحقوق اهالي الانبار واهل السنّة بشكل عام. فقد اقدمت القوات الاميركية والحرس الوطني على اقتحام الفلوجة وتشريد اهلها قبيل موعد الانتخابات بنحو شهرين، ومن المستحيل ان يشارك اهلها في الانتخابات". ويؤكد ان"قبل اقتحام القوات الاميركية الفلوجة استطاع مكتب المفوضية في الانبار ممارسة نشاط محدود حيث تم استئجار بناية والمباشرة بتدريب كوادر مراكز تسجيل الكيانات السياسية في الاقضية والنواحي وحتى القرى في كل انحاء المحافظة، الا ان هذا العمل واجه مشكلة رفض افراد المقاومة". ويضيف قائلاً"ان كارثة الفلوجة جعلت عملنا يتعثر، وفي النهاية اضطررنا الى اغلاق مكتب الانبار وانهاء عملنا في الاسبوع الاول من معركة الفلوجة بسبب التهديدات التي تلقاها معظم موظفي المكتب. ما قادنا الى الاقرار بالامر الواقع في هذه المحافظة التي ليس للحكومة فيها اي قاعدة او تأييد". ومع ان"هناك كيان سياسي مستقل تم تسجيله في المحافظة، وكان الحزب الاسلامي مسجلاً ايضاً قبل ان يضطر الى الانسحاب. تحت ضغط الرأي العام في المناطق السنية الرافضة لاجراء الانتخابات في هذا التوقيت". ويرى عثمان جاسم الذي فقد اثنين من اخوته في معركة الفلوجة الاخيرة، ودمر منزل عائلته تدميراً تاماً"ان من اولويات الديموقراطية ومبادئها انها لا تفرض فرضاً"، ويؤكد انه"مادام المحتل يدعم هذه الانتخابات فإنها لن تأتي الا بمن يريده المحتل". وهذا الرأي يسود معظم اوساط الانبار فهم يرون"ان الانتخابات ليست سوى تمثيلية، الهدف منها ترسيخ اقدام الاحتلال من خلال الاتيان بحكومة تدعي المشروعية ويقوم المسؤولون فيها باصدار قرارات تشرعن وجود قوات الاحتلال".فيما يرى اخرون ان الانتخابات تساعد على استعادة الانبار وضعها الطبيعي. ومن هؤلاء شهاب رافع الذي يرى"ان المقاومة التي تبديها الانبار اورثته هو واهله كما اورثت اهالي هذه المحافظة الخراب والتشرد والضياع وغياب الامان، وعطلت مصالح الناس لذا فإن الانتخابات ضرورية لتعود الحياة في الانبار وفي العراق عموماً الى طبيعتها مع التأكيد أن وجود اي حكومة قوية هو افضل من الفوضى الضاربة اطنابها في العراق بشكل عام وفي الانبار على وجه الخصوص".ويبدي عدد لا بأس به من اهالي"الانبار"استعداده للاشتراك في الانتخابات"الا ان الخوف من القتل يكبح جماحهم فموضوع الانتخابات يعتبر خطاً احمر في عرف بعض الجماعات المتشددة لا بد ان يودي بصاحبه الى مصيره المحتوم".