بدأت دعوة زعيم"المؤتمر الوطني العراقي"أحمد الجلبي إلى إقامة حكم ذاتي في جنوبالعراق، تستدرج ردود فعل مؤيدة، لكن أهم المواقف موقف المرجعية الشيعية في النجف. وأبلغ مصدر مطلع"الحياة"أن المرجعية"تميل ضمناً إلى تأييد الفكرة"طالما أنها تحظى بتأييد سكان الجنوب والأحزاب والقوى الإسلامية الشيعية الرئيسية المجلس الأعلى وحزب الدعوة، فضلاً عن المستقلين الذين يحبذون الفكرة أيضاً ويعبرون عن ذلك بخجل، وأحياناً ينتقدونها في محاولة لاحتواء ردود الفعل عليها، في ما يشبه"توزيع الأدوار". وتركز الجدل حول توقيت الفكرة التي أطلقها الجلبي عشية الانتخابات باعتبارها مناورة، لكن الشيخ منصور الكنعان المرشح المستقل على لائحة"الائتلاف الموحد"أكد أن"من حق الجنوب إقامة فيديرالية على أساس جغرافي وفقاً لما جاء في قانون إدارة الدولة الموقت الذي يجيز لأي ثلاث محافظات إقامة تحالف"، وعبر عن أمله بأن"تساهم هذه الفيديرالية بتحسين مستوى معيشة المواطنين وتوفير الخدمات في الجنوب الذي عانى من حرمان وظلم كبيرين"، مشيراً إلى انه"على رغم ان معظم انتاج النفط يأتي من الجنوب، فإن المواطنين يعانون الفقر والحرمان من الخدمات الاساسية"، مؤكداً"عدم النية على الانفصال أو تقسيم العراق". إلى ذلك، نفى الكنعان وجود ضغوط من الاسلاميين في البصرة للتأثير في الناخبين أو محاولات لتزوير الانتخابات، ووصفها بأنها"حملة من القوى التي تفتقر الى القاعدة الشعبية لحفظ ماء الوجه استباقاً للنتائج التي قد تأتي معاكسة لرغباتها". وقلل من أهمية المقاطعة، وكشف أن"الحزب الاسلامي"الذي أعلن المقاطعة، يريد المشاركة في لجنة صوغ الدستور والحكومة المقبلة، ولفت الى ان هاتين المسألتين هدف الانتخابات. وفي المقابل، عبرت قوى وشخصيات سياسية عن رفضها طرح الفيديرالية باعتبارها"مدخلاً لتقسيم العراق". وقال رئيس محكمة الاستئناف في البصرة القاضي ليث عبدالصمد إن الدعوة"سابقة لاوانها، إذ لا يمكن الانتقال فجأة من نظام ديكتاتوري شديد المركزية كان يسيطر على مقدرات الدولة الى نظام فيديرالي". وأضاف ان العراق"في حاجة الى خمس سنوات على الأقل لبناء مؤسساته وعندها يمكن طرح موضوع الفيديرالية، على أن يتم بناء مؤسساتها بالتدريج".