فتحت السلطات القضائية في المغرب تحقيقاً في احتمالات تعرض معتقلين في السجن المدني في مكناس، على بعد حوالي 130 كلم شمال الرباط، الى التعذيب والانتهاكات على يد بعض الحراس. وذكرت مصادر قضائية ان وزير العدل المغربي محمد بوزوبع أمر قاضي التحقيق بمتابعة الملف، في ضوء تقرير أنجزته لجنة من المجلس الاستشاري لحقوق الانسان إثر زيارة ميدانية للسجن في وقت سابق. وأفاد بيان لوزارة العدل ان التقرير كشف وجود حالات تعذيب وانتهاكات تعرض لها معتقلون في سجن"أوطيطة"في مكناس. ودعا الوزير بوزوبع الادعاء العام في محكمة الاستئناف في مكناس الى احالة الملف على قاضي التحقيق بهدف الاستماع الى افادات الضحايا والمسؤولين في السجن وفي مقدمهم مدير المعتقل الذي كانت وزارة العدل أبعدته الى سجن آخر على خلفية هذه المعطيات. وتعتبر هذه المرة الأولى التي يباشر فيها القضاء فتح تحقيق في اتهامات من هذا النوع، خصوصاً ان الانتقادات التي كانت توجه الى سجل المغرب في حقوق الانسان كانت تركز على الاوضاع في المعتقلات السرية ومراكز الشرطة وليس السجون. غير أن اسبوعية"الأيام"أمس عرضت الى أوضاع سجناء في"أوطيطة"ينتسبون الى تنظيمات متطرفة قالت انهم تعرضوا لأصناف من التعذيب والاهانة. وقال شوقي بنيوب عضو"هيئة الانصاف والمصالحة"الذي سبق له ان زار المعتقل، انه اجتمع مع سجناء مدانين على خلفية هجمات 16 أيار مايو 2003 كان حوالي 150 منهم مضربين عن الطعام، مسجلاً مؤاخذات على أوضاعهم تطاول غياب الحقوق ووجود حالات سوء المعاملة وتوافر أدلة على استخدام العنف والتعذيب