استطاع القطري محمد بن همام أن يتبوأ مكانة مرموقة في الوسط الرياضي عندما تولى رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إضافة إلى منصبه عضواً تنفيذياً في الاتحاد الدولي "الفيفا"، وتدرج ابن همام في مناصب عدة بدأها في مطلع التسعينات برئاسة نادي الريان القطري أحد أشهر الأندية في قطر ثم ترأس الاتحاد القطري لكرة القدم وحققت الكرة القطرية أبرز إنجاز لها خلال هذه الفترة بإحرازها كأس الخليج الحادي عشر. وكان ابن همام صاحب مشروع "التجنيس" وهو صاحب المقولة الشهيرة "نحن من بدأ التجنيس ولكن شوهه من جاء بعدنا"، ويقصد بهذه المقولة "أن من تولى مسؤولية بعض الهيئات والاتحادات الرياضية القطرية طبق فكرة التجنيس ولكن بصورة لا تتوافق مع الشكل الأمثل"، وما يقصده ابن همام بالشكل الأمثل هو أن يكون المجنس مسلم الديانة وصغيراً في السن، ويبدأ في مرحلة الناشئين حتى ينسجم مع أبناء البلد ويصار بالفعل قطري الهوية. وضرب مثلاً اللاعب عبدالله كوني، لاعب المنتخب القطري، الذي تدرج في مرحلة الناشئين ثم الشباب في نادي الريان حتى وصل إلى المنتخب الأول، لذلك فهو منسجم تماماً مع بقية اللاعبين القطريين. ومنذ أن تولى ابن همام رئاسة الاتحاد الآسيوي بدأ في نفض الغبار عن هذا الاتحاد الذي عانى كثيراً من مشكلات وتعقيدات أثرت في تطور اللعبة في القارة، فاستهل ابن همام رئاسته بمشروع التطوير وأقام اتحاداً للمدربين واتحاداً للحكام لتطوير مستوياتهم وتحسين أدائهم ثم تبنى فكرة تطوير كرة القدم في البلدان النامية غير القادرة على الصرف المالي على الرياضة بسبب مشاكلها الاقتصادية. وأثمرت هذه الأفكار عن ايجابيات عادت بالنفع على كل رياضي آسيوي، وبات للقارة الصفراء حضورها الفاعل في محافل عدة عالمية بعد أن كانت تتواجد باستحياء، منها حصولها على مقعدين ونصف المقعد في كأس العالم. ويحظى ابن همام بقبول كبير لدى الأوساط الرياضية العالمية يرتبط بعلاقات قوية مع أبرز الشخصيات الرياضية العالمية مثل هافيلانج وجوزيف بلاتر رئيسا الاتحاد الدولي السابق والحالي وبلاتيني وبيكينباور وبيليه، ويتوقع عدد من المراقبين في الاتحاد الدولي "الفيفا" أن يرتقى ابن همام لمنصب كبير في أكبر مؤسسة رياضية في العالم، بعد أن فرض نفسه بقوة بين هذه الكوكبة من نجوم الرياضة. ويعرف ابن همام بأنه محايد ولا يعرف في المجاملات، والدليل ما حدث العام الماضي بين ناديي السد القطري والقادسية الكويتي عندما اشتعل فتيل أزمة بين الناديين عقب اشتباكات داخل الملعب بين لاعبي وإداريي الناديين، فلم يتوان ابن همام في اتخاذ عقوبات رادعة ضد نادي السد القطري الذي ينتمي إلى بلده، ما أكسبه مزيداً من الاحترام والثقة في الأوساط الرياضية الآسيوية والعالمية. ولابن همام بعض الأفكار الجريئة مثل ما طرحه في كأس الخليج السادس عشر في الكويت عندما طالب بمشاركة دول الشام في دورات الخليج. وعلى رغم ما سببه له هذا الاقتراح من حرج بالغ في الوسط الرياضي الخليجي إلا أنه أصر على رأيه وتمسك به. كما أنه وجه انتقادات لاذعة لبعض المسؤولين في اتحادات كرة القدم الخليجية لفرضهم قيوداً على احتراف اللاعب الخليجي في أوروبا، مطالباً بفتح المجال أمام اللاعب الخليجي ليثبت كفاءته مثلما فرض للاعب العربي من دول عدة نفسه في ملاعب أوروبا، مشيراً الى أن الاحتراف سيرفع مستوى الكرة الخليجية. وشدد على ضرورة استمرار نظام المجموعتين في دورات الخليج، خصوصاً بعد الارتفاع الفني الملحوظ الذي شهدته الدورة الأخيرة في قطر، مؤكداً أن نظام المجموعتين أعطى الدورة شكلاً تنافسياً مثيراً وأسهم في إتاحة الفرصة للمنتخبات المستعدة جيداً بالظهور القوي، وفي إبعاد المنتخبات البعيدة عن مستواهم وغير المستعدة باكراً من المنافسة.