يتخذ اثنان من القناصة الاميركيين موقعاً على قمة مئذنة قديمة في سامراء لمراقبة المكان تحسباً لزرع مسلحين متفجرات على طريق قريب، وهما يمضيان نوبات طويلة في هذا الموقع على رغم الامطار والشمس والرياح. ومن موقعهما خلف أكياس الرمل يقول الجنديان ان المسلحين المصممين على تعطيل الانتخابات العراقية المقررة في 30 كانون الثاني يناير الجاري، كثيراً ما يطلقون عليهما النار ومدافع الهاون والصواريخ، واحياناً يصيبون المئذنة البالغ طولها 52 متراً والتي اقيمت قبل ما يزيد عن ألف عام. ويعود المسجد الكبير الى القرن التاسع الميلادي. وقال السارجنت ستيف لانغلير 25 عاماً وهو من نيوبورت في ولاية رود ايلاند، بينما يراقب الشوارع في الاسفل من خلال تلسكوب بندقيته وهي من عيار 50 مليمترا"نحن مشغولون جداً. مراقبة المدينة تستمر طوال النهار. لا تخف الحركة الا بعد حظر التجول". ويعمل القناصة الاميركيون في نوبات على مدار الساعة يشارك اثنان في كل منها في أعلى هذه المئذنة الحلزونية المميزة. واحتل القناصة الاميركيون هذا الموقع وهو الاعلى في المدينة المضطربة بعدما اجتاحتها القوات الاميركية والعراقية واستعادت السيطرة عليها في تشرين الاول اكتوبر الماضي. ويقول الجيش الاميركي ان المسلحين كانوا يستخدمون المئذنة قبل ذلك في اطلاق النار على قواته وفي الهجمات بقذائف الهاون ضد القواعد الاميركية خارج المدينة. ويؤكد ان عدد القنابل التي تزرع على جوانب الطرق وتمثل خطراً دائماً على مركباته في هذه المدينة البالغ عدد سكانها 200 ألف نسمة انخفض بشكل كبير منذ ان اتخذ القناصة مواقعهم في أعلى المئذنة. ومع اقتراب موعد الانتخابات في العراق زادت الاهمية الاستراتيجية للمئذنة بينما تعزز القوات الاميركية والعراقية جهودها لتأمين عملية الاقتراع وهي الاولى منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للبلاد في آذار مارس 2003. ويقول الجندي شون توماس 24 عاماً وهو من يورك في ولاية مين ان"المدينة استفادت من وجودنا هنا وانخفض عدد التفجيرات". وأصيبت المئذنة بقذيفة هاون الشهر الماضي ما أحدث فيها فتحة. كما تظهر اثار اطلاق النار على السلالم الخارجية التي تلتف حول جدرانها. وقال الكابتن وليام روكفلر المسؤول عن فريق القناصة الذي يستخدم المئذنة والمكون من تسعة افراد انه لم يتلق اي شكاوى تتعلق باستخدام فريقه المئذنة موقعاً للقناصة. واضاف:"نتعجب عن سبب اطلاق العراقيين النار على مئذنتهم".