نفى الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأب وجود أي تغيير في السياسية الخارجية الأميركية في ولاية بوش الابن الثانية، في وقت كشفت تقارير إخبارية أمس، عن قيام وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون بنشاطات تجسس مكثفة في"أهداف ناشئة"تتضمن اليمن والصومال. وأكد بوش الأب من البيت الأبيض أن"هناك مبالغة في قراءة خطاب القسم وتفسيرات غير منطقية بشأن اعتداءات جديدة أو تعزيزات عسكرية". وأضاف أن محور الخطاب هو"الحرية"وعولمة هذا الشعار على طريقة الرئيس السابق وودرو ويلسون 1921-1913 من دون"وجود أي نية في تعديل النهج الخارجي أو إعطاء صورة متعجرفة عن البلاد". ويأتي تصريح الرئيس السابق مع كشف صحيفة واشنطن بوست عن تولي وزير الدفاع دونالد رامسفيلد إعداد مكتب سري للتجسس الدولي في الوزارة منذ عام 2003 وتوسيع صلاحيات الأجهزة العسكرية لتتنافس مع وكالات الاستخبارات الأميركية في مسائل إرسال عملاء دوليين والقيام باغتيالات خارجية. وأشارت الصحيفة في عددها الصادر أمس، إلى أن إنشاء مكتب"قسم الدعم الاستراتيجي"، جاء بأمر مباشر من رامسفيلد و"لانهاء عقود من الانصياع لوكالة الاستخبارات المركزية سي آي أي في أمور التجسس". ويعمل المكتب من ولاية فيرجينيا ومبنى"العمليات القيادية المتخصصة"سوكوم ومن دون أي رقابة من الكونغرس وباستقلالية تامة عن مكاتب الاستخبارات، ويقوم بتطويع وإرسال خبراء تجسس ولغويين إلى"أهداف ناشئة"خصها الجنرال ريتشارد مايرز في مذكرة لرامسفيلد ب"الصومال واليمن وإندونيسيا والفيليبين وجورجيا"والتي عدا عن الصومال، تعتبر دولاً صديقة لواشنطن. وأشارت الصحيفة إلى أن الوزارة طوعت"شخصيات بارزة من جنسيات مختلفة"معروفة عالمياً لهذا الغرض. وتأتي الخطوة ضمن نطاق الحرب على الإرهاب و"تحسباً لأي ضربة مستقبلية"، وتعكس الخلافات بين ال"بنتاغون"وال"سي آي أي"والتي قد تكون وراء استقالة مدير الاستخبارات جورج تينيت في الربيع الماضي. ويسعى رامسفيلد إلى توسيع صلاحيات البنتاغون وإعطاء الجيش الأميركي بما فيه الكفاية من المعلومات قبل أي عمل عسكري،"من دون اعتماد مطلق على"سي آي أي"و"في دول حليفة وغير حليفة على حد سواء". وفي حين نوه رامسفيلد بأهمية الخطوة في الحرب على الإرهاب، بدأت وزارة الخارجية استعداداتها لملاحقة زعيم"القاعدة"أسامة بن لادن. ويسعى البيت الأبيض إلى مضاعفة جائزة"المطلوب الأول"على لائحته لتصل إلى 50 مليون دولار. وكان الكونغرس الأميركي وافق على قرار في هذا الشأن في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، بعد عملية القبض على الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي حددت جائزة اعتقاله ب30 مليون دولار. على صعيد آخر، كشف كتاب عميل سابق للاستخبارات وليام أركين عن تطويع فرق كومندوس سرية داخل البلاد. وحشدت هذه الفرقة 13 ألف عنصر في احتفالات تنصيب الرئيس بوش، كما عملت في دورة ألعاب سولت لايك ألأولمبية في شتاء 2002.