حاول وزير الخارجية البريطاني جاك سترو امس، تهدئة الاجواء في شأن تطورات الازمة الايرانية، مؤكداً ان الرئيس الاميركي جورج بوش يؤيد"تسوية سياسية". واعتبر سترو ان فرضية لجوء الولاياتالمتحدة الى القوة غير محتملة، على رغم ان واشنطن رفضت استبعاد استخدام القوة ضد ايران المتهمة بالسعي الى امتلاك السلاح النووي. وقال سترو للمراسلين خلال زيارة قصيرة لبكين، ان"ما اسمعه في واشنطن على لسان الرئيس نفسه هو انه يدعم المبادرة الديبلوماسية التي تقوم بها المانيا وفرنسا وبريطانيا، من اجل تسوية سلمية لما يثيره البرنامج النووي الايراني من مشكلات"، مضيفاً:"آمل في ان ننجح بهذه الطريقة". وأعلنت ايران التي تنفي انها تسعى الى امتلاك السلاح النووي، تخليها عن برنامج تخصيب اليورانيوم، في حين اعتبر الرئيس الاميركي مطلع الاسبوع الجاري ان الخيار العسكري ليس مستبعداً اذا لم تتمكن الولاياتالمتحدة من اقناع طهران بالتخلي عن برنامجها النووي العسكري المفترص. وقال بوش:"آمل في ان نتمكن من حل هذه المشلكة بطريقة ديبلوماسية لكنني لن استبعد ابداً اي خيار". وربط مراقبون استبعاد سترو للحسم العسكري مع ايران، بموقف شبه مؤكد لبريطانيا التي حالفت واشنطن في حربها على العراق. ويتلخص هذا الموقف بأن لندن لن تدعم هذه المرة، حرباً اميركية على ايران. لكن واشنطن تأمل في ان يشكل التهديد بعمل عسكري ضد طهران، عامل ضغط على بريطانيا وغيرها من دول الاتحاد الاوروبي، لكي تتفاوض في شكل اقوى مع ايران التي ستشعر بالقلق، من اجل الحيلولة دون وقوع حرب. في غضون ذلك، دعا رجل دين إيراني محافظ مواطنيه امس، إلى التمسك بعقيدتهم وإظهار وحدتهم في وجه التهديدات العسكرية الاميركية. وقال آية الله إمامي كاشاني في خطبة عيد الاضحى إن الضغوط والتهديدات الاميركية، موجهة ضد الدول الاسلامية فحسب وأن أفضل رد عليها هو إظهار الوحدة والتمسك بالقيم الاسلامية. وكان الرئيس الايراني محمد خاتمي قال في مؤتمر صحافي مع نظيره الاوغندي يوري موسيفيني اول من امس:"إذا حاولت الولاياتالمتحدة أو أي دولة أخرى غزو بلادي فإننا أقوياء بما فيه الكفاية للدفاع عن أنفسنا"، داعياً واشنطن بدلاً من ذلك إلى الانضمام الى"تحالف السلام"، في اشارة الى المساعي الاوروبية مع ايران.