أصدرت وزارة الخارجية الاميركية تقريرها السنوي الاول عن معاداة السامية في العالم. وكررت فيه اتهامات كانت قد وجهتها منظمات يهودية وصهيونية ضد الصحافة العربية في بعض الدول، وضد الاقلية المسلمة في اوروبا، باستهداف اليهود. خلاصة تقرير وزارة الخارجية الاميركية يشير الى تزايد مظاهر العداء للسامية على المستوى العالمي. وجاء في التقرير ان مشاعر الكراهية لليهود في اوروبا، وأماكن اخرى من العالم، في تصاعد مستمر منذ عام 2000 . ويعيد التقرير هذا التصاعد الى الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي، وتزايد اعداد المسلمين في اوروبا مدعياً ان هؤلاء يكنون مشاعر العداء لليهود. وهنا ينبغي التذكير بالتصريح المعروف لرئيس وزراء اسرائيل آرييل شارون الذي ذكر بخطر وجود 17 مليون مسلم في اوروبا مما يلفت النظر الى ان مضمون ذلك التصريح جزء من التقرير السنوي الاميركي. ... القانون الجديد، الذي اصدره جورج بوش ينطوي على خلطٍ ما بين السامية، والصهيونية، وكيانها السياسي دولة اسرائيل. هذا القانون، بكل بساطة، سيلقى معارضة قوية، ليس فقط من جانب القوى العربية التقدمية والديموقراطية وغيرها، بل من قبل القوى الاوروبية الناهضة، اي من جانب المجتمعات الاوروبية، ومنظمات حقوق الانسان، والاحزاب السياسية، والأطر الموحدة الناشئة مثل البرلمان الاوروبي، ومؤسسات الاتحاد الاوروبي، اضافة الى الحركات المناهضة للعولمة، ليس لأن هذه القوى معادية للسامية كما تشيع المنظمات الصهيونية وحلفاؤها على الساحة الاوروبية والاميركية، بل لأنها تؤمن بالمساواة الحقيقية بين عموم البشر والأديان على قاعدة ديموقراطية علمانية ترفض الاملاءات الاميركية المتحيزة. إضافة الى ذلك سيواجه هذا القانون رفضاً من كثير من المؤسسات الدينية المسيحية والاسلامية لأسباب ليست بعيدة جداً عما سلف ذكره .... المنظمة العربية لمناهضة التمييز في ردها على هذا القانون حذرت، في تشرين الثاني نوفمبر 2004، ان اولى ضحايا هذا القانون هم العرب وقضاياهم العادلة. وأشارت الى ان خطورة هذا القانون تكمن في صدوره في وقت يتم فيه خلط متعمد بين"العداء للسامية"، كظاهرة عنصرية بالفعل، وبين النقد الموجه لاسرائيل كدولة، او لما تقوم به من عمليات قتل وتدمير ضد الشعب الفلسطيني، او لمكونات سياستها الخارجية. ودعت المنظمة العربية الى التصدي للقانون بعدد من الآليات من بينها: ان يبادر العرب على صعيد الحكومات والمجتمع المدني الى عقد مؤتمر حول هذا الموضوع، يضم متخصصين، وتكون مهمته رصد واقع الرسالة الاعلامية العربية، وبيان ما فيها من كتابات يمكن ان تندرج بالفعل ضمن"معاداة السامية"، والتوصل الى"وثيقة مصطلحات"يتم الاتفاق على اعتبارها تمثل بالفعل"عداء للسامية"، وتقدم بعد ذلك لوسائل الاعلام العربية حتى يمكن تجفيف المنبع الذي تنهل منه المنظمات الصهيونية المتربصة. دوسلدورف - جمال قارصلي نائب في ولاية شمال الراين ويستفاليا الألمانية [email protected]