يستكمل الاعلامي المصري عمرو خفاجي في حلقة الليلة من برنامجه"استوديو مصر"على شاشة"دريم 2"، حواره مع السيناريست وحيد حامد، حول عدد من المواضيع الدقيقة المتعلّقة بصناعة السينما المصرية وأزمة السيناريو الذي يعتبره حامد غير موجود أصلاً، وظاهرة غياب أبناء جيل حامد من كتّاب السيناريو السينمائي، مثل رأفت الميهي وبشير الديك ومصطفى محرم وغيرهم. كما يتحدث عن أسباب صموده إلى اليوم، وهو على أبواب تصوير فيلم"عمارة يعقوبيان"الذي كتبه للسينما استناداً الى رواية علاء الأسواني الشهيرة. كان خفاجي بدأ الحلقة الماضية بالإشارة إلى ما استجدّ في حياة حامد بعد خضوعه لعملية جراحية في القلب ودخوله لساعات في الغيبوبة، ما فتح أمام المشاهد باب ملامسة قلب الكاتب الذي تحدّث عن التجربة بشجاعة ورهافة، وأوحى كم غيّرت في رؤيته الانسانية والإبداعية للحظة مفارقة الحياة، واكتشف أنه حينما كتب عنها سابقاً لم يُصِبْ. أما خفاجي المتميّز بتمكّنه من مادة حواراته وسجالاته وباطلاعه الدقيق وقراءته الذكية لواقع السينما المصرية، وهو الناقد السينمائي المتمّرس فأرشد الحوار إلى دفّة لا تقلّ حساسية حينما بسط أوراق جيل وحيد حامد من كتاب السيناريو الذين اختفوا جميعاً ولم يبق في الساحة منهم سواه، وأراد تقويم تجربة هذا الجيل، وربما محاكمته، لأن غيابه مسؤول الى حدّ كبير عن المشهد السينمائي الحالي المتردي. لكن حامد أبى أن يلوم رفاق جيله وبرّر انسحابهم بأسباب عدة، منها احترامهم لأنفسهم اثر تحوّل السيناريست اليوم الى ظل وهمي يكتب ما يمليه بطل الفيلم ويحشو الأوراق بإفيهات يضعها أصدقاء البطل أو عمّال الاستوديو... وانتقل حامد الى نقطة مهمة هي دور الجمهور فاعتبره مسؤولاً عن تردي وضع السينما بما أنه يبرّر اختياره لأفلام دون غيرها برغبته بعدم التفكير وبالضحك المجاني. لكن حامد لفت إلى سبب جوهري وراء عدم استسلامه للصمت أو الانعزال حينما قال إنه لم يحبّ أبداً شيئاً في حياته أكثر من حبّه للكتابة السينمائية! وكان بهذا ينهي الجدال حول مبرّرات البقاء أو الانكفاء في أي مجال من مجالات الإبداع. كذلك توقّف خفاجي عند فيلم"محامي خلع"الذي كتبه حامد للردّ على ظاهرة الأفلام الكوميدية التي أساءت فهم الكوميديا وترويجها، وواجه حامد بتهمة البعض له بأنه ركب الموجة، فاستعاد حامد أسماء بعض أفلامه الكوميدية مثل"الإرهاب والكباب"و"اللعب مع الكبار"التي كانت ترتكز إلى نصّ بعكس الكوميديا الحالية... الليلة يتابع حامد الخوض في اشكاليات السينما المصرية المتأزمة، تحديداً بعد المشكلات التي عاناها فيلم"بحبّ السيما"من الجمهور الذي بات يدين ويحاكم في شكل أسوأ مما تقوم به الرقابة الرسمية، ويتحدّث عن"عمارة يعقوبيان"الفيلم - الحدث الذي يعوّل عليه في حفظ ماء وجه السينما. كما ننتظر منه تهدئة بال خفاجي والكثير من مشاهديه القلقين على مستقبل السينما، الباحثين عن أسباب تراجعها، وهو الهاجس الذي يسيطر على برنامج"استوديو مصر"منذ انطلاقته. يعرض البرنامج الليلة على شاشة"دريم 2"الثامنة مساء بتوقيت غرينتش.