حذّرت وزارة الخارجية الدنماركية رعاياها والأجانب في إقليم آتشيه الإندونيسي من هجوم إرهابي وشيك. وذكرت في بيان أمس أنها"تلقت معلومات مفادها أن هجومًا إرهابياً سينفذ قريباً ضد المنظمات الإنسانية في الإقليم". ودعا البيان العاملين لحساب منظمات إنسانية ووسائل الإعلام إلى"اعتماد أقصى درجات الحيطة والحذر، وضمان سلامتهم وتعميم هذا التحذير على الآخرين في المنطقة". وصرح موظف إغاثة دنماركي يعمل في باندا آتشيه، بأنه وزملاءه أبلغوا بتهديد موجه إلى منظمة إغاثة تعمل في سومطرة، في وقت عبّر الثوّار في آتشيه الذين يسعون إلى انفصال الإقليم الغني بالغاز الطبيعي، عن غضبهم مما وصفوه بعمليات التبشير ونشر القيم المسيحية التي تقوم بها فرق الإغاثة الغربية. وفي جاكرتا، قال الناطق باسم الحكومة الإندونيسية مارتي ناتاليغاوا إن حكومته ستحاول ضمان سلامة وأمن كل موظفي الإغاثة الإنسانية. وأضاف:"استنادا إلى السلوك السابق لحركة آتشيه الحرة من الطبيعي أن نتوقع تحركات من جانب أعضائها ضد موظفي الإغاثة الإنسانية". ومنذ الكارثة، أعلنت حركة التمرد والجيش الإندونيسي هدنة، بهدف تسهيل وصول المساعدات إلى ضحايا المد البحري الذي أوقع اكثر من 110 آلاف قتيل شمال سومطرة، وأظهر الجانبان رغبة في إجراء مفاوضات. مهمات الإغاثة من ناحية أخرى، ذكرت وسائل الإعلام المحلية أن الرئيس الإندونيسي أمر بإجراء تغييرات في وكالة الإغاثة المحلية المكلفة مهمات مساعدة ضحايا كارثة أمواج المد البحري، قائلاً إن ضعف التنسيق أعاق عمليات الإغاثة. وقال علوي شهاب وزير التنسيق لشؤون الرعاية الشعبية بعد لقائه الرئيس سوسيلو بامبانغ يودهويونو:"أمرنا بتحديد مواطن الضعف في سلسلة إدارة أعمال الإغاثة والعمل على تحسين الوكالة لتسريع جهود الإغاثة في آتشيه". مهلة رحيل القوات وعلى رغم الاضطراب السائد، قال نجيب رزاق نائب رئيس الوزراء الماليزي أمس، إن إندونيسيا لم تحدد مهلة لتسحب ماليزيا قواتها من عمليات الإغاثة في آتشيه والمقدر عددها بنحو ثلاثمئة عنصر. وقال رزاق الذي اجتمع مع ممثلي قائد الجيش الإندونيسي الجنرال أندريارتونو سوتارتو في كوالالمبور إن بلاده ستعزز قواتها هناك وتوفد مئة عنصر إضافي لإقامة مستشفى عسكري ميداني. زعماء اسكندنافيا وفي خاو لاك التايلاندية، استقبل مزارعون غاضبون رؤساء وزراء السويد وفنلندا والنروج عند وصولهم إلى المنطقة أمس، وسط خلاف بشأن آلاف الجثث التي لم يجر التعرف إليها بعد. وتظاهر نحو مئة ممن فقدوا أقاربهم في الكارثة قرب المنتجع، ضد خطط الحكومة التايلاندية لنقل مشرحة موقتة وأعمال الطب الشرعي من معبد في المنتجع إلى جزيرة فوكيت. وتطالب بورنثيب روجاناسونان، رئيسة فريق الطب الشرعي التايلاندي في المعبد، بالإبقاء على العملية في المكان الواقع شمال خاو لاك. وشكا المحتجون خارج مجلس البلدية حيث اجتمع رؤساء وزراء الدول الثلاث مع رئيس الوزراء التايلاندي تاكسين شيناواترا، من صعوبة السفر إلى فوكيت ومن تجاهل محنتهم. وقال رئيس الوزراء السويدي غوران بيرسون الذي يواجه انتقادات وصفت رد فعله تجاه الكارثة بالبطيء، إن زيارته لا تهدف إلى تهدئة منتقديه. وقال:"أنا هنا لمساندة طاقم العمل السويدي في البعثة الدولية"، وأنهم"يقومون بمهمة صعبة للغاية وسط ظروف صعبة". وتوجه رؤساء الوزراء الثلاثة إلى المنتجع بواسطة مروحية من فوكيت. وبعد لقاء تاكسين، توجهوا إلى المعبد للقاء بورنثيب. وزير الدفاع الأسترالي من جهة أخرى، زار وزير الدفاع الأسترالي روبرت هيل باندا آتشيه لتفقد جهود الإغاثة التي تقدمها بلاده هناك، قبل انتقاله إلى ماليزيا. وقال ناطق باسم هيل إنه التقى مع أفراد سلاح الهندسة بالجيش الأسترالي الذين يديرون محطة لتنقية المياه، والأطباء العسكريين في مستشفى ميداني، كما التقى العقيد بامبانغ دارمونو القائد العسكري الإندونيسي لعمليات الإغاثة في الإقليم . إعادة الإعمار وفي ما يتعلق بإعادة إعمار البنى التحتية في آتشيه، صرح وزير الاقتصاد الإندونيسي أبو رضا البكري في افتتاح قمة حول البنى التحتية في جاكرتا، بأن إعادة بناء البنى التحتية للإقليم ستكلف أربعة بلايين دولار، ويمكن أن يتم تمويل الجزء الأكبر من هذه العملية بمساعدات دولية. وفي سريلانكا، أعلنت السلطات عزمها على تشييد 15 بلدة جديدة على سواحلها الجنوبية والشرقية التي دمرتها الكارثة. وجاء في بيان صدر عن مكتب الرئيسة تشاندريكا كوماراتونغا الذي وضع الخطة، إن الحكومة ستقدم أيضاً إعفاءات ضريبية وامتيازات أخرى للفنادق التي دمرتها الأمواج. ورفعت الحكومة السريلانكية أمس عدد القتلى في الكارثة إلى 38195 قتيلاً. زواج في معسكر ولم تمنع الكارثة المواطنين المنكوبين من ممارسة حياتهم الطبيعية، ليلتقي في أحد معسكرات الإغاثة شاب وفتاة هنديين من الناجين ويتزوجا، بعدما كانا افترقا بسبب الكارثة. وتزوجت كابلانا ماندال 18 عاماً سانغاي ميستري 26عاماً في أحد معسكرات الإغاثة في مدينة بورت بلير عاصمة أرخبيل أندامان ونيكوبار في خليج البنغال. ويوم وقوع الكارثة، كانت ماندال في جزيرة كامبيل باي، بينما كان ميستري في جزيرة كاتشال البعيدة. وتمكنت قوات الإغاثة من إنقاذهما لينقلا من مكانين مختلفين إلى معسكر إغاثة واحد في بورت بلير ويتزوجا فيه.