استقبل مزارعون غاضبون رؤساء وزراء السويد وفنلندا والنرويج عند وصولهم أمس الاثنين لجنوب تايلاند الذي ضربته أمواج المد العاتية وسط خلاف حول آلاف من الجثث التي لم يجر التعرف عليها بعد. وتظاهر نحو مائة ممن فقدوا أقاربهم في الكارثة قرب منتجع خاو لاك ضد خطط الحكومة التايلاندية بنقل مشرحة مؤقتة وأعمال الطب الشرعي من معبد في المنتجع إلى جزيرة بوكيت الواقعة على بعد ساعتين جنوبا بالسيارة. وترغب الشرطة في التعاون بشكل أكبر مع مركز للشرطة الدولية (الانتربول) في بوكيت للإسراع بعملية التعرف على هوية الجثث ولتسهيل وصول الأجانب الذين يبحثون عن أحبائهم. ولكن بورنثيب روجاناسونان رئيسة فريق الطب الشرعي التايلاندي في المعبد ترغب في الإبقاء على العملية في المكان الواقع شمالي خاو لاك حيث تسببت أمواج المد التي ضربت البلاد في 26 ديسمبر في مقتل آلاف السياح والمزارعين. وشكا المحتجون خارج مجلس البلدية حيث اجتمع رؤساء وزراء الدول الثلاث مع رئيس الوزراء التايلاندي تاكسين شيناواترا من صعوبة السفر إلى بوكيت مضيفين أنه يجرى تجاهل محنتهم. وقال بونلويساك واتروناتشاي البالغ من العمر 50 عاما والذي يبحث عن زوجته منذ أن جرفت المياه قريتهم تماما (ليس لدينا حتى ما نأكله ولا مكان لكي نعيش فيه. كيف تتوقع الحكومة أن نجد الوقت للسفر لبوكيت) وسقط أكثر من 5300 قتيل عند سواحل بحر اندامان في تايلاند وفقد ثلاثة آلاف ومن المعتقد أنهم بين القتلى الذين لم يجر التعرف عليهم. ونصف القتلى الذين جرى التعرف عليهم من السياح الأجانب ومن المرجح أن يكون هناك المزيد بين الجثث التي لم يجر التعرف على هويتها بعد.. وكان منتجع خاو لاك شائعا على الأخص بين الأوروبيين الشماليين. وهناك نحو ألفى سويدي و90 نرويجيا تقريبا و175 سائحا فنلنديا بين القتلى والمفقودين. وقال رئيس الوزراء السويدي جوران بيرسون الذي يواجه انتقادات لان رد فعله تجاه الكارثة كان بطيئا ان زيارته لا تهدف الى تهدئة منتقديه.. وقال بيرسون عند المعبد الذي توجد به المشرحة المؤقتة (أنا هنا لمساندة طاقم العمل السويدي في البعثة الدولية) مشيرا الى أنهم (يقومون بمهمة صعبة للغاية وسط ظروف صعبة) وتوجه رؤساء الوزراء الثلاثة إلى المنتجع على متن طائرة هليكوبتر من بوكيت. وبعد لقاء تاكسين توجهوا في عربات إلى المعبد حيث سيلتقون ببورنثيب التي أصبحت من الشخصيات المشهورة في تايلاند بعملها. وشق الثلاثة طريقهم وسط الصحفيين لزيارة فرق الطب الشرعي.