أظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت عند مراكز الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الكرواتية أمس، ان الرئيس المنتهية ولايته ستيبي ميسيتش 70 عاماً سيحقق فوزاً كبيراً على منافسته نائبة رئيس الحكومة يادرانكا كوسور 51 عاماً. وأشارت الاستطلاعات في أوساط الناخبين الى ان ميسيتش سيحصل على نحو 60 في المئة من أصوات الناخبين ليواصل منصبه الرئاسي في ولاية ثانية مدتها خمس سنوات. ويعتبر ميسيتش اصلاحياً من تيار الوسط ويحظى بتأييد ائتلاف احزاب يسار الوسط التي تشكل المعارضة البرلمانية حالياً. وحصل في الجولة الانتخابية الأولى التي أجريت في الثاني من كانون الثاني يناير الجاري، على 49 في المئة من الأصوات، في حين ان منافسته كوسور تنتمي الى"حزب الاتحاد الديموقراطي الكرواتي"الحاكم الذي يمثل يمين الوسط، وحصلت في الدورة الانتخابية الأولى على 20.5 في المئة من الأصوات حيث شكّل الناخبون خارج كرواتيا الذين يبلغ عددهم نحو نصف مليون كرواتي، غالبيتهم في البوسنة، المؤيدين الرئيسيين لكوسور. وسيواجه الرئيس القادم لكرواتيا مشكلات عدة تخص بلاده حالياً، في مقدمها: تحسين الاوضاع الاقتصادية الصعبة لغالبية المواطنين، والضغوط الدولية المطالبة بعودة نحو ربع مليون صربي نزحوا عن ديارهم الى خارج كرواتيا اثر الحوادث الدامية صيف 1995، والتعاون الكامل مع محكمة لاهاي، وتنفيذ المعايير المطلوبة من اجل ترشيح كرواتيا للانضمام الى الاتحاد الأوروبي حيث من المقرر بدء المحادثات في شأن ذلك في آذار مارس المقبل. وأكد ميسيتش في تصريح نقله تلفزيون العاصمة زغرب، انه سيواصل التعايش الذي بدأ في تشرين الثاني نوفمبر 2003 مع الحكومة المحافظة لحزب الاتحاد الديموقراطي الكرواتي برئاسة ايفو سانادير. وأضاف معرباً عن ثقته أنه في حال فوزه، فإن كرواتيا ستكون في نهاية فترة رئاسته الثانية مطلع العام 2010 عضواً في الاتحاد الأوروبي. وكانت كرواتيا أعلنت استقلالها عن يوغوسلافيا السابقة عام 1991، ويشكل المواطنون من العرق الكرواتي 75 في المئة من السكان، والبقية تنتمي الى أقليات: صربية 12 في المئة وبوشناقية مسلمة وهنغارية وسلوفينية 13 في المئة. ومعلوم ان ميسيتش شخصية مشهورة في كرواتيا، فهو رئيس سابق للوزراء وآخر رئيس ليوغوسلافيا السابقة قبل تفككها، كما كان قريباً من الرئىس السابق الراحل فرانيو توجمان، وبارزاً كخليفة له قبل اختلافهما بالنسبة الى القضايا القومية، حيث عارض ميسيتش التشدد القومي لتوجمان.