تستعد أبوظبي لجولة انتخابات مجلس ادارة غرفة التجارة والصناعة الذي سيكون أول مجلس منتخب منذ عقدين، ويرى فيه البعض خطوة نحو تعميم مبدأ الانتخابات واجراء جولات مماثلة قد تشمل انتخاب المجلس الوطني البرلمان قريباً او في مرحلة لاحقة. وسيتم الاثنين المقبل انتخاب 15 عضواً من اعضاء المجلس، فيما ستعين الحكومة ستة اعضاء آخرين ليكتمل تشكيل المجلس الذي سيضم 21 عضواً بينهم امرأتان واثنان من التجار الأجانب للمرة الأولى في تاريخ المجلس. ومع اقتراب موعد الانتخابات دبت الحياة في اوساط المجتمع الاقتصادي والتجاري استعداداً لهذه الانتخابات لتبرز المنافسة على اشدها بين نحو 120 مرشحاً بينهم 20 مرشحاً من الأجانب في اول انتخابات دعا إليها مرسوم صدر عن رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. ويتعين لاتمام الانتخابات حضور 25 في المئة من الفاعليات الاقتصادية والتجارية المسجلين في غرفة تجارة وصناعة ابوظبي والذين يملكون عضوية سارية المفعول ويبلغ عددهم حوالي 50 ألف عضو. وبرزت المنافسة على أشدها مع تشكيل قائمتين قويتين تضمان أبرز الوجوه الوطنية المرشحة للانتخابات، فيما يدور الحديث عن تشكيل قائمتين أخريين خلال اليومين المقبلين، فيما سيخوض معظم المرشحين الانتخابات بصفة فردية ومستقلة. وتضم القائمة الأولى التي اطلقت على نفسها اسم"قائمة التنمية"كلاً من الرئيس السابق لمجلس ادارة الغرفة عبدالله ناصر المنصوري وسلوى صالح الشيباني وابراهيم المحمود وحارب مسعود حمد راشد ومحمد جوعان البادي الظاهري وسعيد عمير يوسف المهيري وغانم سالم السامان النعيمي وعلي سعيد بن حرمل الظاهري ومحمد سلطان راشد سعيد الظاهري ومحمد اسماعيل عباس الخوري وشامس علي خلفان المطوع الظاهري ومحمد عبيد خليفة جابر المرسي ومحمد شبيب الظاهري. وتضم قائمة"لائحة المستقبل"كلا من صلاح سالم الشامسي، رئيس مجلس ادارة"شركة القدرة القابضة"احدى ابرز الشركات العاملة في ابوظبي، وطلال خوري وعتيبة العتيبة وأحمد خلف المزروعي ومبارك سالم العامري وصالح راشد الظاهري وفؤاد عباس عبدالله لاري وخليفة محمد عبدالعزيز الربيع وسعيد علي احمد الظاهري ومحمد سعيد عبدالله مسلم القبيسي. ومع ان اعضاء كل من القائمتين يستندون الى الدعم العائلي، كونهم ينتمون الى عوائل ذات ثقل مالي كبير وقوة اقتصادية وتجارية ذات وزن في السوق الاماراتية، الا انهم يرون وسيلة اكثر"نجاعة"للحصول على اصوات الناخبين في تشكيل الكتل الانتخابية وتقديم برامج انتخابية تُحدّد رؤيتهم لمستقبل العمل الاقتصادي والتجاري في الامارة الغنية بالنفط. وحددت كتلة"التنمية"برنامجها بخمس نقاط اساسية تشمل التعاون مع الحكومة في وضع القوانين والانظمة التي من شأنها المساهمة في تنمية وتطوير القطاعين التجاري والصناعي والعمل مع الجهات الرسمية لدعم القطاع الخاص، ودعم المؤسسات التعليمية والخيرية، وتشجيع برامج التأهيل والتدريب لزيادة التوطين في القطاع الخاص، ودعم ورعاية المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وذهبت كتلة"المستقبل"الى تقديم برنامج اكثر شمولاً يدعو الى تنمية وتطوير القطاع الاقتصادي في امارة ابوظبي بما يتلاءم مع التطورات الاقتصادية المتسارعة، وطرح مبادرات وطنية تفتح المجال امام مساهمة واسعة لرجال الاعمال والتجار في صنع القرار الاقتصادي، وتطوير وتفعيل قنوات الحوار والاتصال مع الحكومة وتوفير فرص استثمارية عديدة، وتعزيز موقع ومكانة الغرفة بما يخدم المصالح الوطنية ومصالح وأهداف رجال الأعمال. وكان لافتاً حضور المرأة القوي في الحملات الانتخابية، فعلى رغم ان الحكومة ضمنت وصول سيدتين الى المجلس بالتعيين، دخلت المرأة السباق الانتخابي ايضاً، فقد رشحت سلوى الشيباني، أمينة سر مجلس سيدات اعمال ابو ظبي، نفسها وانضمت الى"كتلة التنمية". وأكدت ل"الحياة":"ان المرأة بترشحها للانتخابات تؤكد انها ليست مهمشة وقادرة على المساهمة بقوة في النشاط الاقتصادي والسياسي في الامارات". وكانت الشيباني اول"مرشح"يعقد مهرجاناً انتخابياً مساء الثلثاء في نادي ابوظبي للسيدات لكسب التأييد لبرنامج كتلتها والتعريف ببرنامجها الخاص الذي يتفق في معظمه مع برنامج كتلة"التنمية". وتؤكد الشيباني ان التزامها برنامج الكتلة والتحرك الجماعي لكسب تأييد الناخبين يجب ان لا يقعد الافراد عن التحرك بصفتهم الشخصية واستخدام قواهم الذاتية في الحصول على اكبر عدد من الاصوات. واوضحت ل"الحياة"ان مجتمع الاعمال النسوي في الامارات ومجلس سيدات الاعمال في أبوظبي يضمان 2500 سيدة يحق لهن الترشح والانتخاب وهن يشكلن قوة مهمة من اجمالي عدد 12 الف عضو مطلوب حضورهم لاكتمال النصاب القانوني لعقد الانتخابات في موعدها، والا تم تأجيلها الى العشرين من كانون الاول ديسمبر. وحضت فاطمة عبيد الجابر، نائبة رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سيدات اعمال أبوظبي، عضوات غرفة تجارة وصناعة ابوظبي على المشاركة في الانتخابات. واكدت ان هذه التجربة ستسهم في تعزيز دور المرأة وتفتح لها آفاقاً واسعة في العمل الوطني.