فيما تحتضن القاهرة السبت المقبل مفاوضات بين الحكومة السودانية و"التجمع الوطني"المعارض في غياب متمردي الشرق ومشاركة"الحركة الشعبية"، ووجه الموقف العربي من احتفالات السلام بين الخرطوم وقرنق بانتقادات شديدة حيث هيمن الوجود الافريقي، فيما ألقت السلطات الكينية القبض على امرأة صومالية يشتبه في انها تريد اغتيال الرئيس عبدالله يوسف. وعلمت"الحياة"ان"الحركة الشعبية"أبدت عدم ارتياح وسط قياداتها للغياب العربي حيث شارك في توقيع اتفاق السلام يوم الاحد الماضي في نيروبي رئيس عربي واحد هو الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة المعروف بحضوره الافريقي اضافة الى رؤساء الصومال وجيبوتي، في وقت شارك في مراسيم التوقيع حوالي عشرة من الرؤساء ونواب الرؤساء من افريقيا. وعلى مستوى التمثيل الوزاري كان بين الحضور وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط فيما شاركت وفود من البحرين وقطر واليمن. واعتبر المفكر العربي الكبير الدكتور ميلاد حنا في تصريحات صحافية في نيروبي حيث شارك على مستوى شعبي في وفد لجماعة"وادي النيل"الأمر تجسيداً لواقع معين ووضع حرج، حيث اعتذر حتى الزعيم الليبي معمر القذافي الذي يعلن عن توجهاته الافريقية، وتساءل:"ان كان الأمر سيعيد الكرة في ايجاد فارق بين شمال الصحراء حيث الوجود العربي وجنوبها حيث الوجود الافريقي؟". ورأى ان"النكهة الافريقية كانت واضحة بشدة". وحذر الدول العربية، خصوصاً مصر من شق افريقيا الى شقين. وقال حنا يجب ان ننتهز فرصة توقيع السلام لايجاد كيان للسودان الجديد الموحد، لأنه تجسيد للمصالح والتوجه الحضاري". ورشحت معلومات ان الرئيس المصري حسني مبارك والقذافي اعتذرا عن عدم الحضور بسبب الظروف الأمنية، وفي السياق ذاته، علم ان السلطات الكينية اعتقلت امرأة صومالية كانت تحمل مسدساً اشتبه في انه لاغتيال الرئيس عبدالله يوسف وسط ارتباك في التنظيم وضعف في البروتوكول أفسد أجواء أفراح السلام وحرم السودانيين من الاستماع الى فنانهم الأول محمد وردي الذي جاء من الخرطوم للغناء في استاد نيروبي. واعتبرت مصادر ديبلوماسية"ضعف المشاركة العربية دليلاً آخر على تهميش السودان كعضو في الجامعة العربية، وتأكيداً على عمق الصلات الافريقية مع هذا البلد المتنازع الهوية والممزق بسبب الصراعات العرقية". وترى"الحركة الشعبية""ان الوجود العربي في المرحلة المقبلة، خصوصاً الوجود المصري، مهم في مجالات الاستثمارات ودعم عملية السلام والمساعدة في اعمار ما دمرته الحرب الطويلة".