ودّعت الولاياتالمتحدة شعبياً ورسمياً مساء أول من أمس روزا باركس، الرائدة في النضال من أجل حقوق السود. وسجّي جثمانها في الكابيتول في مبنى الكونغرس، على غرار عظماء من رؤساء وأبطال حرب حظوا من قبلها بهذه التشريفات. وأقيم أمس، قداس عن روح باركس في إحدى كنائس واشنطن قبل إعادة الجثمان إلى ديترويت في ولاية ميتشيغان حيث كانت تعيش وحيث ستدفن. وفي مونتغومري، تجمع حشد هائل السبت، وراء العربة التي حملت الجثمان يجرها حصانان أبيضان في مسيرة طويلة عبر المدينة. وكان جثمانها نقل إلى واشنطن على متن طائرة قادها واحد من أوائل الطيارين السود في الولاياتالمتحدة. ومن المطار، نقل الجثمان في موكب جنائزي تقدمته حافلة تعود إلى عام 1957 إلى مبنى الكونغرس. وباركس التي توفيت قبل اسبوع في ديترويت، هي أول سيدة تتلقى هذا الشرف والشخص الثاني من السود بعد جاكوب شيسنات الضابط في شرطة الكونغرس الذي قتل على درجات هذا الصرح عام 1998، وكان في مقدمة الذين انحنوا أمام نعش"أم الحقوق المدنية"الرئيس جورج بوش وزوجته لورا. وصدر أمر نهاراً بتنكيس الأعلام الأميركية في البيت الأبيض والمباني الرسمية حتى دفنها غداً الأربعاء في ديترويت. وتعاقب على إلقاء التحية على أنغام موسيقى الزنوج الدينية، آلاف الأشخاص الذين انتظروا منذ منتصف النهار قرب مبنى الكونغرس، وبعضهم رفع لافتات كتب عليها عبارة"شكراً يا روزا باركس". يذكر ان في عام 1955 رفضت هذه الخياطة السوداء البسيطة أن تتخلى عن مقعدها في حافلة لشخص ابيض كما كانت العادة في ولاية آلاباما، وادى ذلك الى توقيفها، ما اثار استياء السود فاتفقوا على مقاطعة حافلات مونتغومري طيلة عام، في ما اعتبر بداية حركة للدفاع عن الحقوق المدنية للسود وضعت حداً للتمييز العنصري في الولاياتالمتحدة. وقبل باركس، لم يحظ بهذه التشريفات المخصصة للعظماء في مبنى الكونغرس الذي يضم البرلمان الأميركي منذ عام 1852 سوى ثلاثين شخصية فقط، آخرها الرئيس السابق رونالد ريغان عام 2004. وقال رئيس الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ بيل فريست إن"إعطاء روزا باركس شرف أن ترتاح"في الكونغرس هو بمثابة"شهادة على تأثير حياتها على تاريخ ومصير امتنا". وقال القس هارولد كارتر وهو من بالتيمور إن"روزا باركس كانت بمثابة عود الكبريت في مستودع حصيد جاهز للاشتعال. كانت الشخص الذي اختاره التاريخ لريادة حركة عالمية".