"الجيش الشعبي لتحرير السودان"الذي خاض اطول نزاع مسلح في القارة الافريقية، هو اكبر حركات التمرد في السودان. ومنذ 12 عاماً تناضل هذه الحركة التي يقودها جون قرنق منذ تأسيسها في 1983، ضد سيطرة انظمة الشمال العربي المسلم ومن اجل حكم ذاتي للمناطق الجنوبية التي يشكل الاحيائيون والمسيحيون غالبية سكانها. وأسفرت الحرب الاهلية عن سقوط 1.5 مليون شخص الى جانب اربعة ملايين من النازحين واللاجئين. ويسيطر المتمردون الجنوبيون حالياً على مناطق واسعة في الجنوب باستثناء جوبا كبرى مدن المنطقة وتوريت احدى اهم حاميات الجنوب. ومنذ 15 تشرين الاول اكتوبر 2002، يجدد المتمردون والحكومة وقفاً لاطلاق النار بانتظام. وكان جنوب السودان شهد منذ بداية الخمسينات تمرداً اول خاضته حركة انيانيا. وفي 1972 انهت اتفاقات للسلام منحت حكماً ذاتياً واسعاً الى الجنوب، اول حرب اهلية استمرت 71 عاماً. لكن في 1983، اندلع النزاع مجدداً مع تقسيم الجنوب ادارياً، وبذلك انهاء الحكم الذاتي وفرض الشريعة في كل انحاء السودان. كما شهدت عمليات التبديل بين الشمال والجنوب في صفوف القوات الحكومية الجنوبية فرار عدد كبير من افرادها. وبعد تمرد في حامية بور جنوب، قام الكولونيل جون قرنق بانشقاق وأسس في 1983"الحركة الشعبية لتحرير السودان"وجناحها العسكري"الجيش الشعبي لتحرير السودان". وبدأت الحركة تجند عناصر من قبائل الدينكا التي ينتمي اليها قرنق وتشكل غالبية سكان الجنوب. وقدر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في 2002 - 3002 عدد افراد الجيش الشعبي بما بين عشرين وثلاثين الف رجل. وشهدت هذه الحركة انشقاقات عدة قامت بها خصوصاً اتنيات منافسة مثل النوير التي ينتمي اليها القائد المحلي ريك ماشار، الى جانب مواجهات بين مجموعات متناحرة. وفي كانون الثاني يناير 2002، اعلن قرنق وماشار اعادة توحيد صفوفهما. وفي تشرين الاول 2003 قرر المتمرد السابق لام اكول الذي انضم الى الحكومة لفترة قصيرة، العودة الى صفوف قرنق. و"الجيش الشعبي لتحرير السودان"عضو في"التحالف الوطني الديموقراطي"الذي يضم المعارضة الجنوبية والأحزاب والمجموعات المسلحة في الشمال. وقد وقع في 91 تشرين الثاني نوفمبر الماضي اعلاناً مع الحكومة السودانية اكد فيه تعهد الجانبين ابرام اتفاق سلام نهائي"في موعد اقصاه 31 كانون الاول ديسمبر 2004".