الخرطوم - "الحياة"، أ ف ب - أعلن مسؤول سوداني في غرب البلاد ان مسلحين من قبيلة الرزيقات شنوا هجوماً على مواقع مقاتلي "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق واستطاعوا استرداد 37 ألفا من الماشية اخذها المتمردون خلال هجوم سابق على منطقتها. واوضح محافظ منطقة الضعين الغربية كمال سيد أحمد في تصريحات بثها التلفزيون السوداني ان مسلحي القبيلة الرعوية التي تعيش في منطقة التماس بين الجنوب والغرب "كبدوا الخوارج خسائر فادحة" في الهجوم على مدينتي نيام ليل ومريال باي اللتين تقعان في ولاية شمال بحر الغزال الجنوبية وتخضعان لسيطرة المتمردين الجنوبيين. وشن الهجوم أكثر من عشرة آلاف رجل من القبيلة تساندهم القوات الحكومية. وقال احمد ان الهجوم الواسع جاء "رداً على الهجمات التي نفذها المتمردون الجنوبيون في نيسان ابريل الماضي وقتل خلالها عشرون رجلاً كما سرقت آلاف من رؤوس الماشية". ونقلت صحيفة "اخبار اليوم" السودانية المستقلة عن المسؤول ذاته ان المهاجمين دمروا معسكرين للمتمردين واستعادوا 37 ألف رأس من الماشية، لكنها لم توضح تاريخ حدوث الهجوم. الى ذلك افادت حصيلة جديدة قدمتها المعارضة السودانية لمعارك تقول انها تدور بين مقاتلي قرنق والجيش السوداني في جنوب مدينة الدمازين الاستراتيجية، في جنوب ولاية النيل الازرق على الحدود مع اريتريا. وأوضح الناطق باسم "القيادة العسكرية المشتركة" لقوات المعارضة عبدالرحمن سعيد ان قوات قرنق قتلت 300 من الجنود الحكوميين السودانيين الخميس. واضاف في بيان ان قوات المتمردين الجنوبيين تمكنت من صد هجوم كبير للقوات الحكومية. وقال ان القوات الحكومية "زجت في المعركة بلوءاين من المشاة تدعمهما الدبابات والمدفعية في اتجاهين مختلفين الاول نحو حامية سماعة شمال مدينة الكرمك التي تقع على بعد حوالى 120 كيلومترا الى جنوب الدمازين حيث وقعت معركة شرسة استمرت خمس ساعات الخميس وانتهت بالتدمير الكامل للواء ومقتل 300 من جنوده وجرح اكثر من 500 وأسر 12 من أفراده والاستيلاء على دبابة "تي-55" و11 شاحنة لنقل الجند". واضاف ان التحرك الآخر استهدف حامية بلدوغو في جنوب شرقي الدمازين حيث اشتبكت قوات الطرفين في معركة استمرت طوال يوم الخميس، تمكن خلالها المتمردون من "احتواء الهجوم". ولم يعط الناطق تفاصيل عن الضحايا في جانب حركة قرنق كما لم ترد اي تقارير اخرى تفيد بوقوع معارك بهذا الحجم. على صعيد آخر دعا قرنق رئيس مجلس الجنوب الدكتور رياك مشار الذي انضم الى الحكومة السودانية بعد انشقاقه عنه، الى العودة الى صفوف التمرد. وقال المتحدث باسم المتمردين الجنوبيين ياسر عرمان لوكالة "فرانس برس" في القاهرة أمس ان قرنق وجه النداء خلال لقاء عقده مع القائد كاربينو كوانين، الذي عاد مع قواته الى صفوف المتمردين بعد دخوله في اتفاق سلام مع الحكومة السودانية. وأوضح ان اللقاء وهو الاول بين الرجلين منذ انشقاق كوانين على الحكومة تم يومي الاربعاء والخميس الماضيين في مدينة ياي، في ولاية بحر الجبل قرب الحدود الاوغندية - السودانية. وقال عرمان ان قرنق "رحب بعودة كاربينو ودعا مشار الى حذو حذوه". واوضح ان قرنق دعا مشار الرجل الثاني في حركة التمرد قبل ان ينشق عنها الى "الابتعاد عن النظام السوداني واعلن استعداده للبحث معه في سبل تنفيذ عمليات مشتركة". واعلن مشار ان قرنق وافق على الاجتماع معه في بداية الشهر المقبل مستجيبا لوساطة من الرئيس الاوغندي يوري موسيفيني.