برزت حملة مكافحة الارهاب الخميس بين ابرز مواضيع النقاشات في الاممالمتحدة بدفع من روسيا خصوصاً التي لا تزال ترزح تحت صدمة عملية احتجاز الرهائن المأسوية في بيسلان. وعُرض هذا الموضوع ايضاً في المداخلات من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة من دول اخرى مثل اسرائيل والهند وحتى بريطانيا. وخصص وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القسم الأكبر من خطابه لهذا الموضوع حيث تحدث مرات عدة عن عملية احتجاز الرهائن في بيسلان في القوقاز الروسي التي اوقعت في مطلع الشهر الجاري 339 قتيلاً على الأقل بينهم 171 طفلاً بالاضافة الى الخاطفين ال31 بحسب اخر حصيلة. ودعا لافروف الى "تفاعل أكبر" بين الأجهزة الخاصة الدولية. وقال: "على التحالف المناهض للارهاب الالتزام بمرحلة جديدة حاسمة لنشاطه". ودعا ايضاً الى وقف اعتماد سياسة "الكيل بمكيالين" عندما يضرب الارهاب دولة غربية أو روسيا، في إشارة ضمنية للانتقادات التي وجهها اخيراً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للولايات المتحدة والاوروبيين حيث حذر الدول الغربية من اي تنازل "للارهاب الدولي" منتقدا كل "تساهل" حيال الارهابيين الشيشان ومذكرا باتفاقات ميونيخ مع المانيا الهتلرية. وبدأت روسيا، في الوقت نفسه، عرض مشروع قرار على اعضاء مجلس الأمن يعزز حملة مكافحة الارهاب. ويطلب مشروع القرار الذي حصلت وكالة "فرانس برس" على نسخة منه، من كل الدول تعزيز التعاون مع الدول التي وقعت ضحية اعمال ارهابية "لاعتقال المنفذين والمخططين لهذه الاعمال واحالتهم على القضاء وكذلك الذين يمولون او يدعمون نشاطاتهم". ولاقت فكرة استصدار قرار حول هذا الموضوع دعم بريطانيا عبر وزير خارجيتها جاك سترو الذي اكد انه يهدف خصوصاً الى تجنب تمكن منفذي الاعمال الارهابية من الاستفادة من وضع اللجوء. واذا كان جميع الخطباء الذين توالوا على منصة الجمعية العامة ذكروا عمليات الارهاب كاحد التحديات الكبرى الحالية فإن بعضهم توقف خصوصاً عند هذا الملف. فقد عبر رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ الذي تواجه حكومته وضعاً صعباً في كشمير حيث تتهم باكستان بدعم مجموعات متطرفة، عن أسفه لنقص التعاون الدولي. وقال: "نتحدث عن تعاون لكن يبدو اننا نتردد في الالتزام بشن حملة شاملة لاستئصال الارهاب". واعتبر ان الخلايا الارهابية باتت اكثر فاعلية في القدرة على تبادل المعلومات من الدول الديموقراطية التي تعمل على مكافحة الارهاب. واعتبر وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم ان ايران اصبحت الآن "تحتل مكان صدام حسين" بصفتها المصدر الرئيسي للارهاب. وقال ان "الارهاب والاصولية الاسلامية والطموحات النووية الايرانية" تهدد "أمن واستقرار العالم باسره".