يتطلع المهتمون بالشأن الثقافي في السعودية، من أدباء ومفكرين ورسامين ومسرحيين وسواهم، إلى ما ستفصح عنه توصيات الملتقى الثقافي السعودي الذي تنظمه للمرة الأولى وزارة الثقافة والإعلام، السبت المقبل في مركز الملك فهد الثقافي، آملين في أن ينهض المؤتمر والقائمون عليه وكذلك المشاركون فيه، بدور إيجابي وحاسم تجاه الأسئلة الثقافية المطروحة بإلحاح. والملتقى الذي يجمع أكبر عدد من المثقفين السعوديين، في مختلف طبقاتهم واتجاهاتهم، للمرة الأولى، يمثل "لحظة رئيسة في تاريخ الثقافة السعودية، فهو يسعى الى إشراك القوى الثقافية في رسم التصور المستقبلي لما ينبغي أن تكون عليه المملكة العربية السعودية على الصعيد الثقافي"، وفقاً لأمين عام الهيئة الاستشارية للثقافة الكاتب محمد رضا نصرالله. ومن المتوقع أن يشارك في هذا الملتقى، الذي يفتتحه الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، أكثر من مئة وخمسين أديباً ومثقفاً، ويستمر ثلاثة أيام، ويناقش المشاركون خلالها أكثر من خمسين ورقة عمل، تستعرض واقع المؤسسات الثقافية السعودية، والمكتبات وقطاع النشر، والأنشطة الثقافية والمهرجانات والإعلام، والتصنيع الثقافي، والفن التشكيلي، وثقافة الطفل، والموسيقى، والتنمية الثقافية، إضافة الى معرض للكتاب ومعرض آخر للفنون التشكلية. وكان فؤاد الفارسي وزير الثقافة والإعلام، قد دعا، في بيان صحافي بمناسبة اقتراب عقد الملتقى، المثقفين والادباء والفنانين في أنحاء السعودية إلى دخول الوزارة من أوسع ابوابها من دون تمييز او تصنيف، مؤكداً أن "الاستراتيجية الثقافية التي ستصاغ، ستضع في اعتبارها محاور محددة، اهمها تعميق الولاء الوطني ومكافحة مظاهر الغلوّ والارهاب". وقال الفارسي ان وزارة الثقافة والإعلام تحرص على استخلاص توصيات عملية من هذا الملتقى "بما يفضي إلى صوغ تصور استراتيجي يمكن تحويله منهج عمل يساعد على بناء كيان إداري حديث لثقافة وطنية تلتزم الثوابت التي تنتهجها المملكة وأنه سيعبّر ومن دون إفراط عن وجهات نظر المثقفين في ما يطمحون إليه من أفكار وتصورات لخدمة الثقافة السعودية". ومن أبرز المشاركين في الملتقى، عبدالفتاح أبو مدين، رئيس نادي جدة الادبي، وعزيز المانع، وسيناقشان "واقع المؤسسات الثقافية ومستقبلها". وكذلك عبدالعزيز القاسم الذي سيقدم ورقة بعنوان "التشريعات الثقافية في التنمية الثقافية السعودية"، والمخرجة السينمائية والمسرحية نورة السقاف، التي ستلقي مداخلة عنوانها: "الانشطة الثقافية والمهرجانات". ومن المشاركين الناقد عبدالله الغذامي الذي سيتناول في ورقته دور المرأة الثقافي. وسيشترك النقاد معجب الزهراني وسعيد السريحي وحسن الهويمل والشاعرة فوزية ابو خالد في محور حول "حقوق المثقف ودوره في التنمية". وتلقي الأديبات مها الفيصل ووفاء السبيل وهند الخليفة، أوراق مختلفة حول "ثقافة الطفل". الناقد حسين بافقيه سيتشرك في محور حول "الاعلام الثقافي والتصنيع الثقافي والجوائز التقديرية"، وسيتناول القاص والناقد حسن النعمي، "قضايا المسرح السعودي"، ويشترك معه الكاتب المسرحي فهد الحارثي. ويقدم الموسيقار طارق عبدالحكيم والفنان عبدالرب إدريس ورقة عن "الموسيقى والفنون الشعبية". وفي آخر أيام الملتقى يقدم الروائي والشاعر غازي القصيبي ورقة بعنوان "معوقات التعبير الابداعي والثقافي".