اختلط المزاح بالجد في الحملة الانتخابية الرئاسية الأميركية أمس، وتحولت محطة "سي بي أس" التلفزيونية منبر تهريج للديموقراطيين ومصدر ازعاج للجمهوريين الذين يسعون الى منعها من المشاركة في ادارة المناظرات التلفزيونية بين المرشحين جون كيري والرئيس جورج بوش المقرر أن تبدأ آخر الشهر. وستكون المناظرات الثلاث المرتقبة الفرصة الأخيرة لكيري لاستعادة المبادرة في السباق بعد تراجعه في استطلاعات الرأي وحتى في الولايات المحسوبة للديموقراطيين مثل نيو جيرسي. وفي الوقت الذي استضافت القناة المرشح الديموقراطي جون كيري الى برنامجها الترفيهي "لايت شو مع دايفيد ليترمان"، سرب البيت الأبيض خبر احتمال حرمان مراسلها بوب شيفر من المشاركة في المناظرة الثانية في ولاية أريزونا والتي تم تحديدها في 13 تشرين الأول أكتوبر المقبل. وجاء الخبر بعد اعتذار المحطة رسمياً عن بث وثائق تشكك في خدمة الرئيس بوش في الحرس الوطني في أواخر الستينات، من دون التأكد من صحتها. وثبت لاحقاً أن بعض الوثائق مزورة وجاءت من مصادر على خلاف مع الرئيس الحالي. ووافقت الحملة الجمهورية بعد مماطلة دامت أكثر من شهر على موعد المناظرات التلفزيونية، وخضعت للمزاج العام بالمشاركة في ثلاث مناظرات رئاسية وواحدة بين المرشحين لنائب الرئيس بعد محاولات من البيت الأبيض لحصرها في مناظرتين. واصدرت اللجنة الفيديرالية للانتخابات أمس مذكرة تقع في 32 صفحة تتطرق الى أدق التفاصيل حول طريقة التصوير وأسلوب الأسئلة. وستبدأ أولى المناظرات في 30 أيلول سبتمبر الجاري في فلوريدا ويتبعها اثنتان في 8 و13 الشهر المقبل، في سانت لويس وأريزونا تباعاً، على ألا تتعدى الساعة ونصف الساعة من انطلاقه. وستجمع مناظرة أوهايو المتنافسين لمنصب نائب الرئيس جون ادواردز الديموقراطي وديك تشيني الجمهوري في الخامس من الشهر المقبل. وحاول البيت الأبيض الغاء مناظرة الثامن من الشهر المقبل، والتي ستكون مفتوحة للجمهور بعد اعتراضات من وزير الخارجية السابق جايمس بايكر الذي سيشارك في الفريق الجمهوري، ويقابله وجوه ديموقراطية بارزة مثل المبعوث السابق دنيس روس ووزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت. وطالب بايكر بجمهور معتدل غير عدائي. واتفق بين الحملتين على تولي مركز "غالوب" الاخصائي انتقاء ال150 مشاركاً من بين الفئة الحائرة. وأظهر استطلاع مركز "بيو" أن 29 في المئة من الأميركيين سيقررون صوتهم بعد اعلان الفائز بالمناظرات. وساعدت المناظرات في الدورة السابقة الرئيس بوش في كسب المعركة بعدما تأخر في الاستطلاعات أمام المرشح الديموقراطي آل غور. وأظهر استطلاع لشبكة "أن بي سي" ومركز "نايت ريدر" تراجعاً ملحوظاً لكيري هذا الشهر في ولايات تصدرها في المراحل السابقة، مثل آيوا الحاسمة والتي تقدم فيها بوش بفارق ست نقاط. كما أظهر الاستطلاع تراجع كيري أو تعادله مع بوش، في ولايات كان المرشح الديموقراطي السابق آل غور حسمها عام 2000 مثل ويسكونسن وأوريغان ونيو مكسيكو. ويعني ذلك أن كيري لم يحقق بعد تأييداً مقارباً لغور على رغم فشل الأخير أمام بوش.