فرض العنف نفسه مجدداً على الانتخابات الرئاسية في افغانستان، اذ اضطر الرئيس حميد كارزاي تحت وطأة هجوم صاروخي على مروحيته امس، الى الغاء زيارة له ذات طابع انتخابي لمدينة غارديز عاصمة ولاية بكتيا في الجنوب الشرقي التي تتمتع بثقل خاص كون سكانها من العرق البشتوني الذي ينتمي اليه الرئيس. ونقلت وكالة الأنباء الاسلامية الافغانية عن القائد "الطالباني" عبدالصمد تبنيه مسؤولية الحركة عن اطلاق صاروخ في اتجاه المروحية التي تقل كارزاي، ما اجبرها على العودة أدراجها. وأضاف عبدالصمد ان الصاروخ اطلق من احد منازل المدينة لكنه اخطأ هدفه. وأفاد مصدر في الشرطة المحلية ان الصاروخ سقط على مدرسة في مكان مجاور لموقع هبوط مروحية كارزاي في قاعدة عسكرية، مشيراً الى انه اطلق من مكان يبعد كيلومتراً واحداً. وألغى كارزاي زيارته للمدرسة المعروفة باسم معهد عبدالحي غارزيدي حيث كان يفترض ان يلقي كلمة. وفوت ذلك على الرئيس الافغاني فرصة طرح برنامجه امام مستمعين من البشتون في محاولة لنيل تأييد محلي في المنطقة التي انبثقت منها حركة "طالبان". مقتل 4 أميركيين الى ذلك، اعلنت حركة "طالبان" امس، أن مقاتليها قتلوا أربعة جنود أميركيين في ولاية أوروزجان وسط أفغانستان. ونقلت وكالة الانباء الاسلامية التي تتخذ من باكستان مقراً لها، عن الناطق باسم الحركة مفتي لطيف الله حكيمي قوله، ان مقاتلي الحركة فجروا دبابة أميركية بعبوة ناسفة عن بعد في مقاطعة ضهرواد اول من امس. ولم يقدم مفتي أي تفاصيل عن الحادث الذي لم يتأكد وقوعه من مصادر مستقلة. حرب عصابات في باكستان وفي الوقت نفسه، تعهدت القبائل الباكستانية المتعاطفة مع العناصر الأجنبية المسلحة في مناطق قبائل جنوب وزيراستان وشمالها، شن حرب عصابات طويلة الأمد ضد الجيش الباكستاني الذي دخل مناطقها، وكذلك عدم المساومة مع الحكومة الباكستانية في شأن تسليم الأجانب المسلحين المطلوبين لها. وقال حاجي محمد عمر الذي تسلم قيادة جيش قبائل وزيري خلفاً للقائد محمد نك الذي اغتيل بصاروخ باكستاني موجه في حزيران يونيو الماضي: "قمنا بتقسيم جيشنا إلى مجموعات صغيرة بحيث تقوم كل مجموعة بمهاجمة القوات الباكستانية بالصواريخ والأسلحة الخفيفة والألغام، وتتولى مجموعات أخرى نصب المكامن لعرقلة حركة الجيش في المنطقة". واستبعد عمر حصول مصالحة مع الحكومة بعد ما وصفه بالقصف العشوائي على المناطق المدنية. وفي وقت تعهد عمر توسيع الحرب على الجيش الباكستاني لتشمل مناطق شمال وزيراستان، كشف عبدالله محسود قائد جيش قبائل المجاهدين في منطقة محسود عن أسر مقاتليه ثلاثة وأربعين جندياً باكستانياً خلال المعارك التي دارت بين الطرفين في مناطق محسود، وهو ما نفاه الجيش الباكستاني. وكان عبدالله المقطوع الرجل أفرج عنه من معسكر غوانتانامو قبل أشهر، ليشكل جيشاً من قبيلته التي كانت محسوبة حتى قبل أشهر على الحكومة الباكستانية. ويهدف عبدالله من وراء تشكيل هذا الجيش، إلى مقاتلة قوات الجيش التي تلاحق المسلحين الأجانب الذين لا يخفي عبدالله تعاطفه معهم. ويأتي ذلك في ظل دخول المواجهات العنيفة بين القوات الباكستانية والقبائل المتعاطفة مع المسلحين الأجانب يومها السابع.