تقاسمت السينما الأوروبية والمشرقية جوائز مهرجان البندقية السينمائي الدولي ال 61 وحققت السينما العربية، على رغم اقتصار مشاركتها على البرامج غير الأساسية، نجاحاً كبيراً. وعلى رغم العدد الضخم للأفلام الأميركية ونجوم هوليوود فقد منحت لجنة التحكيم الدولية التي ترأسها المخرج البريطاني جون بزرمان، جائزتها الأساسية إلى فيلم "فيرا دريك" للمخرج البريطاني مايك لي، ومُنحت بطلة الفيلم، الممثلة البريطانية إيميلدا ستاوتون جائزة "كأس فولبي" كأفضل ممثلة فيما أكد النجم الإسباني خافيير بارديم تألقه بفوزه، للمرة الثانية على التوالي، ب"كأس فولبي" كأفضل ممثل عن دوره في فيلم "البحر في داخلي" للمخرج الإسباني أليخاندرو أمينابار الذي مُنح بدوره جائزة الأسد الفضي. بعد تسليم الجوائز الأربع الأساسية توجه اهتمام لجنة التحكيم الدولية شرقاً وجنوباً، فقد منحت "جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل إخراج" إلى المخرج الكوري كيم كاي دوك الذي عُرض فيلمه "المنزل الفارغ" في المهرجان ك"فيلم مفاجأة". المخرجة الإيرانية مينا أكبري فازت بجائزة "العمل المنجز بالتقنيات الرقمية" عن فيلمها "عشرون أصبعاً"، فيما مُنحت جائزة مارتشيللو ماسترويانّي لأفضل طاقة شابة إلى الممثلين الإيطاليين الشابين ماركو لويزي وتومّازو رامينيغي عن دوريهما في فيلم "العمل ببطء" للمخرج الإيطالي غويدو كييزا، وفاز المخرج الاسرائيلي عاموس غيتاي بجائزة خاصة عن فيلمه "أرض الميعاد" في المهرجان. السينما العربية أكدت حضوراً بليغاً في قائمة الجوائز الممنوحة، فقد منحت لجنة تحكيم الأعمال الأولى التي ترأسها المخرج المصري الكبير يوسف شاهين جائزة "أسد المستقبل" إلى المخرج المغربي الشاب إسماعيل فرّوخ "الرحلة الكبرى"، وهي الجائزة التي فاز بها في العام الماضي المخرج العراقي الكردي الأصل هينر سليم عن فيلمه "فودكا ليمون"، فيما مُنحت جائزة "الأسد الفضي" لأفضل شريط قصير للمخرج التونسي كمال شريف. وأدى استبعاد السينما الإيطالية عن منطقة الجوائز المهمة إلى إثارة جدل كبير في المهرجان وذلك لتكرار هذه الحال للسنة الثانية على التوالي. وكانت هناك تكهّنات باحتمال الصلح بين مهرجان البندقية ومؤسسة التلفزيون الإيطالي والسينما الإيطالية في شكل عام بعد القطيعة التي احدثها إقصاء فيلم "صباح الخير أيها الليل" للمخرج ماركو بيللوكيو العام الماضي عن الجوائز على رغم استحقاقه لأحد أهم الجوائز، إلاّ أن تجاهل لجنة التحكيم الدولية لفيلم "مفاتيح البيت" للمخرج الإيطالي جانّي آميليو أشعل الجدل. وكان الفيلم يستحق أن يكون ضمن مجموعة الجوائز، لكن رأي لجنة التحكيم الدولية استقر على الأفلام الأخرى، وحدث الشيء نفسه لشريط المخرج الألماني فيم فيندرس "أرض الوفرة" الذي لم يدخل ضمن تقديرات لجنة التحكيم الدولية.