على وقع أجراس الحزن في مدينة نيويورك، واستحضار لغة القوة والحرب في البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية، أحيت الولاياتالمتحدة أمس الذكرى الثالثة لاعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، وسط مخاوف أمنية من تكرار التجربة واعتراضات داخلية لسياسة ادارة الرئيس جورج بوش قبل أقل من شهرين على موعد الانتخابات الرئاسية. وجمعت "ساحة الصفر" في مانهاتن أكثر من مئتي عائلة ل 2749 ضحية سقطوا يوم "الثلثاء الأسود" في نيويورك، وذنبهم الوحيد كما أشار الرئيس بوش في حديث من القاعة البيضاوية في البيت الأبيض "انهم ينتمون الى بلد الحرية والخير". وتلت عائلات الضحايا فوق حطام مركز التجارة العالمي أسماء ذويهم ورفعوا صورهم، وقاطعها أربع دقائق صمت، في الساعة 8:46 و9:03 و9:59 و10:29، والتي مثلت تباعاً مواعيد اصطدام الطائرات المخطوفة بالبرجين الشمالي والجنوبي ومن ثم وقوعهما. ووعد الرئيس بوش عائلات الضحايا "باستكمال الطريق ضد الشر ومع الحرية"، وذكر بجهود الادارة التي جعلت الولاياتالمتحدة "أكثر أماناً انما ليست آمنة بعد". وأكد بوش على "محاربة الارهابيين أينما كانوا"، وأعاد الى الأذهان عقيدة "الضربات الوقائية" مدافعاً عن الحرب على العراق ومهدداً "كل الحكومات التي تدعم أو تتبنى أعمال جماعات ارهابية". وكما في نيويورك، كذلك في ولايات فيرجينيا وبنسلفانيا حيث استكمل خاطفو الطائرات مهمتهم بقتل 224 مدنيا وضرب مبنى وزارة الدفاع البنتاغون في فيرجينيا، وتفجير الطائرة في شانسفيل - بنسلفانيا. وأحيا وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الذكرى من مقابر الجيش الأميركي في فيرجينيا، واكد أمام حشد رسمي ضم نائبه بول ولفوفيتز أن "الخسائر البشرية دليل حي على شجاعة وقوة الأميركيين وصمودهم". وكرر رامسفيلد دعوة بوش في أيلول 2001 "لحمل السلاح وشق طريق الحرية". واستفاد الحزب الديموقراطي المعارض من الذكرى للوم الادارة على "نشر سياسة الخوف والذعر" بين الأميركيين، و"تحميل الطبقة الوسطى الكلفة الاقتصادية الأكبر" للاعتداءات كما أكد المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية جون كيري. وألقى كيري خطاباً معنوياً من ولاية ماساشوستس، تضامن فيه مع "عائلات الضحايا الأبطال والشعب الأميركي الذي وقف صفاً واحداً بعد الكارثة"، وانتقد كيري سياسة الادارة في الحرب على الارهاب وسأل: "ماذا حدث لتنظيم القاعدة؟ ماذا حل بأفغانستان؟ ماذا حصل لأسامة بن لادن؟"، ومتهماً بوش "بإخافة الولاياتالمتحدة واقناعها بأن الواحد هو الآخر، والآخر هو الواحد".