وصف نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة التوتر القائم بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس وزرائه احمد قريع ابو علاء بانه "نزاع شخصي يعبر عن حالة الفوضى والانفصام في الشخصية السياسية الفلسطينية"، مؤكدا ان المجلس التشريعي لن يعقد جلسة خاصة على خلفية تهديد الاخير بالاستقالة "لأنها ليست حدثا طارئا او حدثاً مهماً". وقال خريشة ل"الحياة" ان "ورقة التهديد بالاستقالة فقدت مضمونها الحقيقي و"التشريعي" ليس لجنة صلح عشائري بين الرئيس ورئيس وزرائه". وكان المجلس التشريعي الفلسطيني اتخذ قرارا بتعليق جلساته لمدة شهر كامل حتى السابع من تشرين الاول اكتوبر المقبل احتجاجا على تهميش دوره وعدم تنفيذ قراراته. واعتبر خريشة ما يجري "عملية شد حبل بين الرئيس وابو علاء ينعكس سلبا على الفلسطينيين وعلى الحركة السياسية". واشار الى ان"تهديد ابو علاء المتكرر بالاستقاله يفقده الكثير من الصدقية على الصعيد الشخصي، ولا نعتبر ما جرى حدثاً طارئاً يستوجب عقد جلسة خاصة". وكشف خريشة ان المجلس التشريعي سيطرح في اول جلسة له الشهر المقبل، الثقة في الحكومة الفلسطينية برئاسة "ابو علاء" وسيطالب بحجب الثقة عنها او في الحد الادنى بإقالة عدد من الوزراء"، موضحا انه يجري جمع التواقيع في صفوف النواب على مشروع يطالب بحجب الثقة عن هذه الحكومة. وانتقد خريشة بشدة رئيس الوزراء الفلسطيني على ما وصفه ب"تراجعه" عن ادخال تعديلات جوهرية في حكومته تتلاءم ومطالب المجلس التشريعي. وقال ان "ابو علاء" طرح هذه المسألة على الرئيس الفلسطيني بناء على توصيات المجلس و"الرئيس وافق على اي تعديل وزاري يراه مناسبا ولكن "ابو علاء" عاد وتراجع عن مطلبه وهذا غير مقبول لنا نحن في المجلس التشريعي وسنواصل مطالبتنا بمساءلة الحكومة وحجب الثقة عنها ما دامت لا تستجيب لمطالب الشعب في الاصلاح ومحاربة الفساد وسيادة القانون، وهذ الامور جميعا من مسؤولية الحكومة حسب القانون الاساسي الدستور". وكان عدد من النواب الفلسطينيين طالب بادخال تعديلات على القانون الاساسي تشمل منع اي نائب في المجلس التشريعي من تولي مسؤولية او منصب في هيئات تنفيذية من ضمنها المناصب الوزارية في اطار اي تعديل وزاري جديد. وينص القانون الاساسي على ان يشكل النواب ما نسبته 80 في المئة من السلطة التنفيذية. ودعا عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" النائب عنها في المجلس التشريعي عباس زكي الى استثناء النواب من تولي حقائب وزارية. ورجحت مصادر فلسطينية متطابقة ان "تعود المياه الى مجاريها" بين عرفات و"ابو علاء" في الايام المقبلة. واكدت المصادر ذاتها ان جهود "الوساطة" بين "ابو علاء" وعرفات "تكللت بالنجاح".