سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عمان تعد بتوظيف اتصالاتها في العراق للافراج عنهما وبارنييه سيلتقي قريع في الاسكندرية . فرنسا : تعبئة رسمية لإطلاق الصحافيين ومحجبات شاركن في تظاهرات تضامن حاشدة
ظلت التعبئة المرفوقة بالقلق والترقب، سيدة الموقف في باريس أمس، بعد المهلة الثانية التي حددها "الجيش الإسلامي" في العراق الذي يحتجز الصحافيين كريستيان شينو وجورج مالبرونو، للسلطات الفرنسية لسحب قانونها حول المظاهر الدينية في المدارس العامة، فيما بدأت الأنظار تتجه نحو اليوم الأول من العام الدراسي المحدد غداً الخميس لمعرفة تأثير هذه القضية على التلامذة المحجبات. ومن سوتشي على البحر الأسود التي زارها الرئيس الفرنسي جاك شيراك لبضع ساعات التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشار الألماني غيرهارد شرودر، جدد شيراك دعوته الى الافراج عن الصحافيين وسائقهما السوري، مؤكداً أن "تعبئة وعزم السلطات الفرنسية كاملين". وشهد قصر ماتينيون الحكومي اجتماعاً جديداً لتحليل الأزمات، دعي إليه وزراء التربية الوطنية فرانسوا فيون والدفاع ميشال آليو - ماري والداخلية دومينيك دوفيلبان والاتصال رينو دون ديد دوفابر والناطق باسم الحكومة فرانسوا كوميه. كما استقبل رئيس الحكومة جان بيار رافاران مجدداً المسؤولين عن الأحزاب السياسية في الغالبية الحاكمة والمعارضة اليسارية لابلاغهم، على حد قول أوساطه، بالمعلومات التي حصل عليها وزير الخارجية ميشال بارنييه الذي يواصل اتصالاته في المنطقة، وانتقل من عمّان إلى الاسكندرية. وأشارت هذه الأوساط إلى أن بارنييه ورافاران يتحدثان هاتفياً مرات عدة يومياً، وأن الأخير يطلع منه على تطورات الوضع من دون الكشف عن تفاصيل أخرى. وقالت مساعدة الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية سيسيل بوزر دي بورغو ان الوزارة وكل السلطات الفرنسية تبقى معبأة على أكمل وجه للافراج عن الرهينتين، وان بارنييه يواصل اتصالاته في المنطقة، فيما يواصل الأمين العام للوزارة هوبير كولان دولافيرديير اتصالاته في بغداد مع مختلف مكونات المجتمع العراقي. وأشارت رداً على سؤال حول تصريح رئيس الحكومة العراقية أياد علاوي بأن حياد فرنسا سيجعل منها هدفاً للإرهابيين، بأن هذا الكلام الذي أوردته صحيفة "لوموند" غير مقبول ويهدف إلى إلقاء الشك حول حزم فرنسا في مكافحة الإرهاب. وفي موازاة التعبئة الرسمية، استمرت أيضاً التعبئة الشعبية، فشهدت مناطق فرنسية تجمعات وتظاهرات وسط أجواء من الوحدة والتضامن المميزين بين مختلف مكونات المجتمع الفرنسي، وبرز خصوصاً من خلال المشاركة الكثيفة لشابات ونساء محجبات في تحركات التنديد بخطف الصحافيين. وبرزت حال التضامن والحرص على وحدة الصف أيضاً من خلال حضور شخصيات رسمية عدة، من بينها دوفيلبان ورئيس بلدية باريس بوتران دولانوي للتجمع الذي أقيم عند مقر جامع باريس بدعوة من رئيسه دليل بو بكر الذي يرأس المجلس الفرنسي للديانة المسلمة. وفي عمان حيث التقى وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ووزير الخارجية مروان المعشر، أعلن الأول أنه سيواصل مهمته الطارئة في المنطقة الرامية الى الافراج عن الصحافيين الفرنسيين المختطفين في العراق، وسيعود الى مصر للاجتماع مع وزير الخارجية الالماني ورئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع. وقال بارنييه في مؤتمر صحافي عقده في عمان: "سأعود الى الاسكندرية حيث سألتقي وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر ورئيس الوزراء الفلسطيني". وكان بارنييه وصل الى عمان قادماً من مصر حيث اجتمع مع نظيره أحمد ابو الغيط ومدير الاستخبارات المصرية عمر سليمان قبل توجهه الى الاردن في اطار مساعيه للافراج عن الصحافيين الفرنسيين. واجرى بارنييه في وقت سابق محادثات مع المعشر الذي قال إن الأردن بدأ اتصالاته مع الاطراف والهيئات العراقية لمساعدة فرنسا في مساعيها للافراج عن الصحافيين الفرنسيين. وقال المعشر: "بدأنا هذه الاتصالات مع السفارة الاردنية في بغداد"، مؤكداً أن الأردن "لن يدخر جهداً للقيام بكل ما يستطيع لمساعدة فرنسا في هذا المجال". وتابع: "اتفقنا على آلية للعمل من خلال السفارة الاردنية والسفارة الفرنسية في بغداد للوصول الى نتائج ايجابية". وأوضح المعشر أن "هناك اتصالات وعلاقات مع العديد من الهيئات قد تؤثر في الموضوع والتعامل مع القضية وسنوظف هذه العلاقات". وزاد الوزير الاردني انه اتفق مع نظيره الفرنسي على آلية للعمل من خلال السفارة الاردنية في العراق، لأن "فرنسا بلد مناصر للقضايا العربية... وخصوصاً أن ليس هناك متسعاً من الوقت"، مضيفاً: "ما زلنا في مرحلة الاتصالات والنتائج الملموسة ستكون بعد الافراج عن المخطوفين ومن المبكر الحكم على نتائج الاتصالات". وكان كريستيان شينو الذي يعمل مراسلاً لاذاعتي فرنسا وفرنسا الدولية، وجورج مالبرونو الموفد الخاص لصحيفتي "لوفيغارو" و"ويست فرانس" ومراسل إذاعة "أر تي ال" فقدا في العراق في 20 آب اغسطس. وجاء ذلك بعدما أفادت قناة "الجزيرة" أن خاطفي الصحفيين الفرنسيين في العراق مددوا المهلة الممنوحة لباريس للموافقة على مطالبهم لالغاء حظر الحجاب في المدارس 24 ساعة اخرى. وعرضت "الجزيرة" شريطاً ظهر فيه الصحافيان الفرنسيان وهما يحضان الشعب الفرنسي على تنظيم احتجاجات لاقناع حكومتهم بالتراجع عن قانون حظر الحجاب وإلا فإنهما قد يقتلان. وقال شينو: "أدعو الرئيس شيراك والحكومة الفرنسية الى ابداء حسن النية تجاه العالمين العربي والإسلامي بالغاء قانون الحجاب فوراً وأناشد جميع المواطنين الفرنسيين التظاهر ضد هذا القانون والمطالبة بالغائه لانه قانون ظالم وخاطىء وقد ندفع حياتنا ثمناً لعدم الغائه...انها مسألة وقت وربما دقائق ونُصبح في عداد الموتى".