اعاد الجيش الاسرائيلي انتشاره فجر امس في بيت حانون شمال قطاع غزة، مخلفاً دماراً هائلاً ألحقه بالمدينة التي أعاد احتلالها في 29 حزيران يونيو اثر اطلاق صواريخ "قسام" على اسرائيل اسفرت عن سقوط قتيلين. لكن اسرائيل واصلت استهدافها للقادة المدنيين الفلسطينيين، وكان هدفها امس القائد العام للجان المقاومة الفلسطينية ومؤسسها جمال ابو سمهدانة الذي نجا في المساء الباكر من محاولة اغتيال تعرض لها اثناء عودته من مدينة خان يونس الى مدينة رفح عندما اطلقت طائرة مروحية اسرائيلية من نوع "اباتشي" صاروخا واحدا على سيارته فأخطأتها. وفي بيت حانون، قال وزير الاشغال العامة والاسكان الفلسطيني عبد الرحمن حمد وهو من سكان المدينة: "لا استطيع ان اقول ان القوات الاسرائيلية انسحبت كليا من المدينة بل اعادت انتشارها وتمركزت في المناطق العالية والمناطق الشرقية في المدينة حيث تستطيع السيطرة عليها والعودة اليها". واضاف: "اما بالنسبة الى حجم الدمار والخراب الذي تعرضت له هذه المدينة التي كانت من افضل مناطق قطاع غزة والمصدر الوحيد للقطاع الزراعي، فهو كبير اذ تحولت الى ارض محروقة لم يبق منها سوى 10 في المئة من الاراضي الزراعية ... كما تعرضت للتدمير شبكة الصرف الصحي والمياه والكهرباء والطرق وعناصر البنية التحتية والعديد من المصانع". واوضح: "اذا اردنا ان نعطي رقما تقديريا لحجم الضرر الذي تعرضت له هذه المدينة نتيجة الاجتياحات المتكررة منذ بداية الانتفاضة وحتى الآن فإن الرقم لا يقل عن 120 مليون دولار منها 43 مليونا في الاجتياح الاخير". وحذر من ان السلطة الفلسطينية ستكون عاجزة بتمويلها الذاتي عن اعادة اعمار المدينة موضحا ان بيت حانون "سيحتاج الى اكثر من سبع سنوات لاعادة ما تم تدميره في البنى التحتية". وقدرت مصادر فلسطينية "ان عدد المنازل الذى دمر بلغ اكثر من 30 منزلاً، كما تم دمرت خمسة طرق رئيسية، اضافة الى البنية التحتية في المدينة وتجريف اكثر من ثلاثة آلاف دونم مزروعة باشجار الحمضيات وتخريب اكثر من 17 بئراً للمياه الجوفية". واكدت ناطقة عسكرية اسرائيلية ان الجيش اجرى تعديلاً "لانتشاره" على الارض شمال قطاع غزة، من دون ان تعطي مزيداً من التوضيحات. وقالت: "انه اعادة انتشار وليس انسحابا. ان عملياتنا لمنع اطلاق صواريخ القسام ستتواصل". وذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان القوات الاسرائيلية انسحبت من قسم من المواقع التي احتلتها الاربعاء عند مدخل جباليا، مخيم اللاجئين الفلسطينيين الرئيسي شمال قطاع غزة. من جهة اخرى، ذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان رئيس جهاز الامن الداخلي شين بيت آفي ديختر التقى اول من امس رئيس جهاز الامن العام في غزة موسى عرفات للبحث في سبل وضع حد لاطلاق الصواريخ. وقتل 20 فلسطينياً واصيب اكثر من مئة آخرين اثر عملية التوغل الاسرائيلية التى بدأت في 28 حزيران يونيو بعد مقتل اسرائيليين احدهما طفل في الثالثة اثر اطلاق صواريخ قسام على مدينة سديروت.