تشهد القاهرة غداً نشاطاً ديبلوماسياً مكثفاً، إذ يلتقي الرئيس حسني مبارك رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع الذي يقوم بزيارة عاجلة إلى العاصمة المصرية، كما يلتقي وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر ووزير الخارجية الأرجنتيني رفاييل يلسه. وعلمت "الحياة" أن محادثات مبارك - قريع في الاسكندرية تتناول تفعيل خطة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية والجهود المصرية مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لبلورة اتفاق نهائي يتضمن أسس الانسحاب وأطر مراحله الأربع وجوهر الضمانات الإسرائيلية لتنفيذ المطالب الفلسطينية والدولية التي تم الاتفاق عليها في "خريطة الطريق". وقالت مصادر ديبلوماسية مصرية ل"الحياة" إن من المقرر ان يلتقي قريع رئيس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط ومدير الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان، وسيناقش معهم خطة التحرك وزيارة سليمان وأبو الغيط إلى كل من رام الله وتل أبيب المقررة خلال اسبوعين للبحث في الترتيبات الخاصة بآليات الانسحاب ودعم السلطة الفلسطينية. ومن المقرر أن يبحث مبارك وفيشر دور الاتحاد الأوروبي في تحريك عملية السلام عبر اللجنة الرباعية الدولية للانسحاب الإسرائيلي، وإمكان التعاطي اقتصادياً لمساندة السلطة الفلسطينية في اتمام برامج الاصلاحات السياسية والاقتصادية. وتأتي زيارة قريع للقاهرة في وقت لفتت فيه مصادر اسرائيلية الى تحول في الموقف المصري من خطة الفصل، اذ نقلت صحيفة "هآرتس" عن اوساط امنية اسرائيلية اعتقادها بأن مصر لم تعد متحمسة للعب دور في تطبيق الخطة، وانها خففت وتيرة اتصالاتها مع اسرائيل في شأن منع تهريب الاسلحة. وقال مسؤول أمني كبير للصحيفة إن ثمة تحولاً في الموقف المصري من خطة الفصل، وان مصر تراجعت عن نيتها لعب دور فاعل في تطبيق الخطة. ورأى أن التحول تمثل أخيراً في خفض وتيرة الاجتماعات الأمنية الإسرائيلية - المصرية، وان اجتماعاً كان مقرراً عقده هذه الأيام ارجئ إلى مطلع تشرين الأول اكتوبر المقبل. وتابع ان مصر ترفض بحث مسألة توحيد الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي تعتبرها إسرائيل خطوة ضرورية لضمان الاستقرار في قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي المزمع منه.