سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد الاعلان عن تحقيق مع مسؤول في البنتاغون للاشتباه في تسريبه معلومات عن ايران الى الدولة العبرية . اسرائيل تنفي التجسس على اميركا منذ اعتقال بولارد قبل 20 عاما
نفت اسرائيل امس ان تكون تجسست على حليفتها الرئيسة الولاياتالمتحدة، وذلك بعد الاعلان عن التحقيق مع مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون للاشتباه بتسريبه الى اسرائيل معلومات سرية تتعلق بسياسة الولاياتالمتحدة تجاه ايران، بما فيها "مسودة توجيه رئاسي" صدر قبل نحو عام. واكد مسؤول اسرائيلي كبير "عدم القيام بأي نشاط استخباري منذ سنوات" في اميركا. كما اعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست ان اسرائيل "اتخذت قرارا حاسما" منذ 20 عاما بعد اعتقال الجاسوس جوناثان بولارد، بعدم التجسس على واشنطن مجددا، مضيفا: "لدي ثقة كبيرة في سلطات التحقيق في الولاياتالمتحدة، وانا واثق تماما من انه في نهاية الأمر سيتأكد عدم وجود تورط اسرائيلي في هذه القضية". ووصف ناطق باسم السفارة الاسرائيلية في واشنطن الحديث عن التجسس بأنه "كاذب تماما وفظيع". وتحمل التفاصيل التي توافرت حتى الآن في شأن مسار التحقيق الذي يجريه مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي اف بي آي مع الموظف، مدلولات كثيرة مهمة، كما تلقي أضواء جديدة على النهج الذي اتبعته المؤسسة الاستخبارية العسكرية الاسرائيلية في الاشهر القليلة الماضية وعكسته تصريحات رؤساء اجهزة الاستخبارات واجهزة الجيش الاسرائيلي، ومنها تهديد وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز علناً بتوجيه ضربة عسكرية الى ايران التي اعتبرها كبار الضباط "زعيمة الارهاب وعدو اسرائيل الاول". وتستدعي هذه "الفضيحة" اعادة قراءة تصريحات هؤلاء المسؤولين وتصعيدهم غير المسبوق ضد ايران منذ الاحتلال الاميركي - البريطاني للعراق باتجاهين، الاول يتعاطي مع حقيقة ما ورد في "التوجيه الرئاسي في شأن العلاقة مع ايران"، كما افادت قناة "سي بي اس" للتلفزة الاميركية، ومدى تأثير هذه التوجيهات في بلورة السياسة الاسرائيلية ضد ايران واعلانها على هذا المستوى، وان كانت اسرائيل واجهزة استخباراتها تحاول "التناغم" مع سياسات تتبلور في البيت الابيض و"البنتاغون" على اساس علاقة "التحالف الاستراتيجي" بين تل ابيب وواشنطن. والاتجاه الاخر يصب في ما وصفته وسائل الاعلام الاميركية بدخول اسرائيل في "الحلقة الداخلية لصناعة القرار الاميركي" والتأثير الذي تمتلكه اسرائيل على صناع القرار الاميركي، والذي يجمع المراقبون ان اسرائيل "لا تحتاج الى جاسوس" لممارسته، خصوصا في ظل هذا التقارب غير المسبوق بين فلسفتي اليمين الحاكم في اسرائيل واميركا وعلى رأسيهما الثنائي أرييل شارون وجورج بوش الابن. والسؤال المطروح: هل كانت تصريحات الجنرالات الاسرائيليين التي غذت حملة التحريض ضد ما اسماه رئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلية عاموس غلعاد "محور ايران - سورية - حزب الله" والمعلومات التي تحدثوا عنها في شأن قدرات ايران النووية و"قيادتها للارهاب"، نتاجا لما وصلوا اليه من معلومات عن سياسة الولاياتالمتحدة المتبلورة ضد طهران، ام هي جزء من عملية "صنع القرار" الاميركي في هذا الخصوص، خصوصا ان الموظف المتهم بالجاسوسية عمل "خبيرا في الشؤون الايرانية" في مكتب وزير الدفاع الاميركي رونالد رامسفيلد ووكيله دوغلاس فايث؟ بغض النظر عن الجواب، ورغم نفي اسرائيل القاطع لعلاقاتها بهذا "الجاسوس"، ومحاولة واشنطن التقليل من "خطورة" هذه المسألة"، وحتى الحديث عن "تهم مخففة" قد توجه الى موظف البنتاغون المشتبه في انه يتجسس لاسرائيل بحيث لا تصل الى حد تهمة "التجسس"، فان ايران باتت في دائرة الخطر اكثر من اي وقت مضى.