تعرض المحافظون الجدد في ادارة الرئيس جورج بوش امس لانتكاسة جديدة امس بعدما اصدر الكونغرس تقريراً اتهم مساعد وزير الدفاع دوغلاس فايث بتضليل البيت الابيض والكونغرس والرأي العام الاميركي من خلال تلاعبه بمعلومات استخبارية لإثبات وجود علاقة بين تنظيم "القاعدة" والنظام العراقي السابق. وطالب رئيس لجنة الشؤون العسكرية في مجلس الشيوخ كارل ليفين بمعاقبة فايث الذي يخضع مكتبه لتحقيقات في تسريب معلومات سرية لإسرائيل تتعلق بالسياسات الاميركية تجاه ايران. وقال ليفين إنه سيطلب من اللجنة "اتخاذ الاجراءات المناسبة" بحق فايث "لادعائه بأن هناك علاقة بين نظام صدام حسين والشبكة الارهابية المسؤولة عن اعتداءات 11 ايلول، بالإستناد الى معلومات استخبارية تم تضخيمها". واضاف ان التقرير المؤلف من 46 صفحة يستهدف "كشف الخداع المتواصل للكونغرس". ورد البنتاغون امس ببيان قال ان تقرير ليفين "بدا خارجاً عن اطار الدور الاستشاري الثنائي الطابع للجنة الشؤون العسكرية في علاقتها مع وزارة الدفاع". وقال البيان ان تقرير لجنة الاستخبارات في الكونغرس، والذي صدرفي تموز يوليو: "لم يجد أي دليل على ان المسؤولين في الادارة سعوا الى التأثير في تقارير وكالات الاستخبارات المعنية". وكان فايث ترأس وحدة استخبارية منفصلة تم انشاؤها في البنتاغون بعد اعتداءات 11 ايلول لمراجعة المعلومات الاستخبارية، وهي المعلومات التي يقول الكونغرس انه تم تضخيمها لإقناع الرئيس بشن حرب على العراق. وجاء تقرير اللجنة امس بعد 15 شهراً من التحقيق الذي ترأسه ليفين سناتور ديموقراطي. واتهم فايث "بإعادة تفسير انتقائية الطابع لمعلومات استخبارية تجاوزت ما خلصت اليه وكالات الاستخبارات، بهدف تمرير التفسيرات الى المسؤولين في الادارة لبناء حجة لشن حرب على العراق". وقال البنتاغون امس ان تقارير استخبارية كانت أكدت وجود علاقة بين النظام العراقي السابق وتنظيم القاعدة، رغم عدم ثبوت وجود علاقات تنظيمية او عملياتية بينهما. وفيما امتنع فايث عن التعليق على تقرير الكونغرس، قال مايكل معلوف، الذي عمل الى جانب ديفيد وورمزر في وحدة الاستخبارات التي انشأها فايث، ان ما قامت به الوحدة هو ابلاغ الادارة بأن هناك "صلة" ما بين القاعدة والعراق، "وهو ما ثبت لاحقاً. الا اننا لم نقل في تقريرنا بأن القاعدة والعراق تآمرا معاً لتنفيذ اعتداءات 11 ايلول. نحن قدمنا الحقائق". واضاف معلوف انه لا يتحمل مسؤولية الطريقة التي تم فيها استخدامها من قبل صانعي السياسة. يذكر ان مكتب فايث لا يزال يخضع لتحقيقات بشأن تسريب معلومات سرية لإسرائيل تخص السياسة الاميركية تجاه ايران، من خلال اثنين من موظفي لجنة العلاقات العامة الاميركية - الاسرائيلية، وهي اكبر جماعة ضغط موالية لإسرائيل في اميركا.