أنهت المحكمة الجزائية اليمنية المتخصصة بقضايا الارهاب امس محاكمة استغرقت 15 جلسة ل 15 متهماً ينتمون لتنظيم "القاعدة"، وقررت النطق بالحكم يوم السبت المقبل. وتوقعت مصادر ل "الحياة" أحكاماً الاعدام في حق اربعة من المتهمين الذين اعتبرهم الادعاء متورطين في جرائم ارهابية والتخطيط لتنفيذها في اليمن وفي مقدمها تفجير الناقلة الفرنسية "لومبرغ" قبالة سواحل محافظة حضرموت شرق البلاد قبل نحو عامين. من جهة اخرى ا ف ب ذكرت صحيفة "لوتان" السويسرية في جنيف أمس ان يمنيين معتقلين في سويسرا كانا على اتصال بعناصر مهمة في تنظيم "القاعدة" ولعبا دورا في اعتداءات الرياض في 2003 وفي الهجوم على المدمرة "كول" عام 2000. وبحسب نتائج التحقيق الذي اجراه المدعي العام كلود نيكاتي فإن عبدالحميد 56 عاماً وابو بكر 36 عاماً، اللذين اوقفا في كانون الثاني يناير الماضي كانا على علاقة ب"اعضاء في النواة الصلبة لتنظيم أسامة بن لادن". ويبدو ان الرجلين كانا على اتصال مع زعيم ل"القاعدة" ذكرت الصحيفة انه يدعى عبدالله الكيني الملقب بعويس. ويشتبه في ان الاخير شارك في الهجوم على المدمرة الاميركية "كول" الذي اسفر عن مقتل 17 عسكرياً اميركياً في مرفأ عدنجنوب اليمن عام 2000 واعتداءات على مجمعات سكنية في العاصمة السعودية اوقعت 35 قتيلا بينهم مواطن سويسري في 12 ايار مايو 2003. ورفض ناطق باسم مكتب المدعي العام في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس" التعليق على المقال. وفي صنعاء غاب معظم محامي المتهمين عن جلسة المحاكمة امس بسبب الطعن في اجراءات المحاكمة، ولم يحضر سوى محاميين اثنين عن ثلاثة متهمين. إلا أن هيئة المحكمة برئاسة القاضي محمد الجرموزي اعتبرت المرافعات والدفوع التي قدمت من قبل المحكمة والمحامين أنها "المرافعات الختامية" على أن يتم النطق بالحكم في الجلسة المقبلة. وفي ضوء لائحة الاتهامات والمرافعات التي قدمتها النيابة العامة قالت مصادر قانونية ل"الحياة" أنها تتوقع أن يتضمن الحكم الاعدام تعزيراً لأربعة متهمين على الأقل هم فواز الربيعي وحزام مجلي وفوزي الوجيه وعمر سعيد، والسجن لفترات تراوح بين عامين و10 أعوام لبقية المتهمين. وفي جلسة الأمس قدم المحاميان الحاضران في مرافعاتهم الختامية ما يشبه الدفوع ورفضا اتهامات النيابة الادعاء بضلوع المتهمين في تفجير "لومبرغ" ومهاجمة طائرة تابعة لشركة "هانت" النفطية الأميركية في اليمن كذلك في تفجيرات عدة في صنعاء استهدفت مقار ومنازل مسؤولين في جهاز الأمن السياسي الاستخبارات ومبنى هيئة الطيران وحي القادسية. وطالب المحاميان المحكمة بوقف اجراءاتها لعدم امتثال جهاز الأمن السياسي لقرارات المحكمة بإحالة موكلهم عارف مجلي للمستشفى لاستبدال عظمة ساقه المصابة اثناء مطاردته، فيما قال زعيم المجموعة المتهم الاول فواز الربيعي ان ضباط الامن "عرضوا على زميله عارف مجلي أن يشهد ضد اخيه فوزي بأنه اطلق النار على المروحية الاميركية بعد ان اخطأ صاروخ "سام 7" الطائرة حين اراد اسقاطها، مقابل نقله الى المستشفى للعلاج، ولما رفض امتنعوا عن تنفيذ قرار المحكمة بشأن علاجه". وابلغ المتهمون المحكمة امس أن زميلهم ابراهيم هويدي مضرب عن الطعام منذ يومين بسبب ما وصفوه ب "المعاملة غير الانسانية" التي يتعرض لها داخل سجن الامن السياسي.، وقال فواز الربيعي انهم منعوا عائلة هويدي من ادخال بطانية الى الزنزانة التي يوجد فيها. وشكك احد المحاميين بشهادات الشهود الذين قدمتهم النيابة واعتبرتها متناقضة مع بعضها امام النيابة وامام المحكمة. وردّ الادعاء ممثلاً برئيس نيابة الاستئناف سعيد العاقل مؤكداً ما جاء في قرار الاتهام، وأضاف أن المتهمين "شكلوا عصابة اجرامية بغرض تنفيذ اعمال ارهابية وتعريض امن البلد وسلامة المجتمع للخطر". وقال في مرافعته الختامية ان الادعاء "حرص منذ البداية على ايضاح اسباب قرار الاتهام والادلة ووقائع الدعوى بأن المتهمين اعدوا الوسائل وحددوا اهدافهم وتوافرت في القضية اركان الجريمة المادية والمعنوية حسب اعترافات المتهمين الستة فوزي الوجيه وفوزي الحبابي وقاسم الريمي وعبدالغني قيفان وخالد الجلوب وعارف مجلي ... والاعترافات صدرت طوعاً ومن دون إكراه". وبعدما قرر رئيس المحكمة حجز القضية للنطق بالحكم السبت المقبل رد المتهمون على القرار بالهتاف: "الله أكبر... لا إله إلا الله... أميركا عدو الله... لا إله إلا الله بن لادن حبيب الله". وأكد المحامون أنهم سيستأنفون أي حكم يصدره القاضي لأن المحكمة في هذه الدرجة لم توفر أبسط قواعد العدالة واجراءاتها. وقرر رئيس المحكمة مجدداً امس أن يتولى النائب العام اجراءات نقل المتهم عارف مجلي للمستشفى للعلاج.