إسلام آباد، القاهرة - "الحياة"، رويترز، أ ب - شهدت أمس قضية تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا تطوراً مهماً تمثّل في إعلان إسلام آباد أنها سلمت نيروبي أحد الأشخاص المشتبه في تورطهم في الاعتداءين بعدما حققت معه ووصلت الى "اقتناع" بتورطه فيهما. ولفت مراقبون الى ان تسليم المشتبه فيه تم مباشرة بين اسلام آباد ونيروبي من دون المرور بالولاياتالمتحدة على رغم انها ارسلت فريقاً من المحققين الى باكستان. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الباكستانية: "أكد الناطق باسم الوزارة ان السلطات الباكستانية في كراتشي ألقت القبض على شخص يشتبه في تورطه في التفجيرين قرب سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا فور وصوله" من نيروبي في السابع من آب اغسطس الجاري. وتابع ان المشتبه فيه أُعيد الى نيروبي بعدما اقتنعت السلطات الباكستانية بتورطه في التفجيرين اللذين وقعا في السابع من آب. واستطرد: "استجوبت وكالاتنا المعنية المشتبه به، وهو عربي يدعى محمد صادق هويدي. وبعد اقتناعها بتورطه في هذه الاعمال الارهابية ارسل الى نيروبي وجرى تسليمه الى السلطات الكينية لاتخاذ الاجراءات اللازمة معه وفقاً لقانونها". ولم يذكر البيان متى أعيد الى كينيا أو أي تفاصيل عن القبض عليه. ونقلت وكالة "اسوشيتد برس" أمس عن مصدر حكومي باكستاني طلب عدم كشف هويته، ان هويدي أُعيد الى نيروبي بعد اسبوع من اعتقاله في كراتشي. وأضاف المصدر الحكومي ان هويدي أبلغ المحققين ان عدداً من المتآمرين الذين تركوا نيروبي في وقت سابق، نجحوا في الانتقال من باكستان الى افغانستان. وأضاف انه ابلغ المحققين أنه كان ينوي فعل الأمر نفسه. ونسبت الوكالة الى المصدر الباكستاني نفسه ان المحققين يشتبهون في وجود صلة بين هويدي واسامة بن لادن الذي يعيش في افغانستان. كذلك نسبت الوكالة الى الناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية طارق الطاف ان مسؤولي الجمارك اكتشفوا ان جواز السفر اليمني الذي يحمله هويدي هو جواز مزوّر، وان التحقيق معه قام به مسؤولون باكستانيون. وأضاف: "بعد وصولنا الى اقتناع بتورطه في العملين الإرهابيين، أُرسل الى نيروبي وسُلّم الى السلطات الكينية" بطائرة خاصة. وكانت صحيفة "ذا نيوز" اليومية الناطقة بالانكليزية ذكرت ان المشتبه به 32 عاماً كان متجهاً إلى أفغانستان عندما اعتُقل في كراتشي. ونقلت عن "مصادر حكومية" أن سلطات المطار اوقفته للاشتباه به إذ انه كان يسافر بأوراق مزورة، وأنه "اعترف بالتخطيط لتفجير" السفارتين، وأنه حصل على "مساعدة في كينيا من متعاطفين لهم علاقة بجماعة الجهاد المصرية". ونقلت صحف أميركية هذه الرواية. وفي القاهرة، كشفت مصادر مطلعة ان اتصالات جرت في الايام القليلة الماضية بين السلطات الاميركية والباكستانية من جهة والمصرية من جهة أخرى بهدف توثيق المعلومات حول شخصية هويدي. وقالت ل "الحياة" إن الاتصالات هدفت الى معرفة هل لدى أجهزة الامن المصرية ملف باسم محمد صادق هويدي ضمن ملفات قادة أو أعضاء الجماعات الدينية المصرية الفارين للخارج، وانها تضمنت ايضاً فحص بصمات هويدي ومضاهاتها ببصمات عناصر مطلوب القبض عليها في مصر لتورطها في نشاطات "إرهابية". ورفضت كشف نتائج تلك الجهود. ونفى المحامي منتصر الزيات، عضو هيئة الدفاع عن المتهمين في قضايا العنف الديني، ان يكون اسم هويدي ورد في أي قضية تتعلق بنشاط الجماعات الدينية او اعترافات المتهمين في القضايا التي نظرت فيها محاكم مصرية منذ قضية اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات. ومعروف ان الناشطين الإسلاميين الفارين الى الخارج غالباً ما يتنقلون باسماء مزورة. وكانت السلطات في كل من مصر واثيوبيا ظلت تعتبر ان شخصاً يدعى عزت ياسين شارك في محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس حسني مبارك في أديس أبابا في حزيران يونيو العام 1995. ثم ثبت ان اسمه الحقيقي هو إسلام الغمري وهو واحد من أبرز قادة الجناح العسكري لتنظيم "الجماعة الاسلامية". وعلمت "الحياة" ان التنسيق بين السلطات في الدول الثلاث تركز على البحث في عناصر "جماعة الجهاد" التي يقودها الدكتور أيمن الظواهري. وكان التنظيم هدد قبل ثلاثة أيام من حادثي نيروبي ودار السلام بضرب المصالح الاميركية رداً على مزاعم بتورط الاستخبارات الاميركية في القبض على أعضاء في التنظيم أثناء وجودهم في تيرانا.