عرف العراقيون السوريين كتجار أقمشة ونساجين أكثر من أي صفة اخرى. وعلى رغم ان الصابون الحلبي له قاعدة واسعة من الناس الذين يفضلون استخدامه على أي صابون آخر، ظلت تجارة الأقمشة تستحوذ على نشاط التجار السوريين الذين قدموا إلى العراق بشكل ملفت. وسوق"كبة"هي احدى الأسواق الرئيسية في تجارة الجملة والمفرد في منطقة الشورجة، التي تعد المركز التجاري المهم في العاصمة العراقية. واتخذها التجار السوريون مكاناً لهم لتسويق وتجارة الأقمشة الخاصة بالستائر، ومعظمها مصنّع في سورية. وفي تلك السوق تجد نفسك وكأنك في سوق الحميدية في دمشق. واستأجر محالها بالكامل تجار قدموا من سورية لينافسوا بأقمشتهم التجار العراقيين الذين يستوردون الأقمشة من بلدان أخرى، معظمها اسيوية، بالاضافة إلى الأقمشة العراقية التي باتت عاجزة عن منافسة مثيلاتها الأجنبية في السعر والنوعية والجمالية. ويرتاد العراقيون سوق"كبة"لشراء أقمشة ستائر لمنازلهم، وفيها يجدون ضالتهم من المنتج السوري الموثوق في جودته واسعاره المناسبة. ويراوح السعر بين ألف دينار للمتر الواحد من نوع الكرستال، الذي ترغبه غالبية في العراق لسعره المنخفض، وثلاثة الاف دينار للمتر الواحد من انواع اخرى من الأقمشة السورية التي تمتاز بخاماتها ذات الجودة العالية. ويسمي المواطنون العراقيون سوق"كبة"بالسوق السورية، ذلك ان تجارها سوريون وبضاعتها سورية بالكامل. واقيمت السوق عام 1998 في مكان احدى خانات بغداد القديمة الذي هُدم لتقام مكانه السوق، وسارع السوريون لاتخاذها مكاناً لتجارتهم الخاصة باقمشة الستائر. يقول محمد الصالحي، وهو تاجر أقمشة ستائر عراقي يجاور محله سوق كبة، ان التجار السوريين تميزوا في هذه السوق وأضحوا يستأثرون باهتمام العراقيين الذين يقصدونهم لشراء مايرغبون من أقمشة الستائر، إلا أن المستورد من الاقمشه الاخرى بدأ ينافس المنتج السوري منذ نحو سنه، خصوصاً الاقمشة الصينية التي ترد الى العراق من الامارات. ويشير أحمد حلبيه، وهو تاجر سوري في سوق"كبة"، الى ان البضاعة السورية تحظى باهتمام العراقيين، على رغم المنافسه. ويُقدّر تاجر جمله في سوق الشورجة حجم النشاط التجاري في سوق"كبة"بملايين الدولارات شهرياً، ولا يقتصر النشاط فيها على أقمشة الستائر، بل يشمل المستلزمات المكملة للستائر ايضاً، التي ابدع السوريون في صنع تصاميمها وأشكالها وبرعوا أيضاً في طريقة تسويقها إلى قلوب العراقيين.