دخلت الملاكمة المصرية السجلات الأولمبية للمرة الأولى في تاريخها بعد أن ضمنت برونزيتين على الأقل في دورة الألعاب الأولمبية المقامة حالياً في أثينا بواسطة محمد السيد في وزن 91 كلغ ومحمد علي في وزن فوق 91 كلغ. وسبق لملاكم مصري هو عبد المنعم الجندي أن أحرز برونزية رياضة الفن النبيل في أولمبياد روما عام 1960 لكن سجلات اللجنة الأولمبية الدولية الرسمية تشير إلى أنه أحرزها عندما كان يمثل الجمهورية العربية المتحدة سورية ومصر. ونجحت القبضات المصرية بالتالي في منح بلاد الفراعنة أول ميدالية منذ أن أحرز لاعب الجودو محمد رشوان فضية أولمبياد لوس أنجليس 1984. وتنفس الشارع المصري والمسؤولون عن الرياضة الصعداء بعد 20 عاماً من الإخفاقات وبدأوا يرون النور في آخر النفق المظلم. واعتبر رئيس الاتحاد المصري للملاكمة ونائب رئيس الاتحاد الدولي إسماعيل حامد أن "الميداليتين لهما قيمة خاصة لأنهما عوضتا الإخفاقات في الرياضات الأخرى". وتابع "لا شك أن النتائج التي تحققت في أثينا هي ثمرة جهود كبيرة بذلت وهي أكثر مما توقعنا بعد حصولنا على ميداليتين في يومين وما زلنا نملك الفرصة بوجود ملاكمين آخرين مرشحين لبلوغ أدوار متقدمة في وزنيهما". وقال: "أملنا أن تشكل هذه النتائج دافعاً قوياً لرياضة الملاكمة المصرية التي تمثل العرب وقارة أفريقيا بأكملها كما أن من شأنها أن تضع حداً للانتقادات التي تواجهها المشاركة المصرية في الألعاب الأولمبية". وكان الملاكم المصري محمد السيد قدم أداءً بطولياً وتغلب على أوجاعه في طريقه إلى التغلب على منافسه الأسترالي آدم فورسيث بالنقاط 27-12. ويبدو أن عدوى إنجاز السيد انتقلت إلى مواطنه محمد علي الذي نجح بعد 24 ساعة في ضمان برونزية على الأقل بفوزه على الليتواني ياروسلاف ياكستو بالنقاط 19-11 أول من أمس. وضمن علي بالتالي ميدالية برونزية على الأقل حتى في حال خسارته في نصف النهائي، لأن كلاً من الخاسرين ينال برونزية.