في ظل ازمة حادة في العلاقات الثنائية بسبب افتراق الخيارات في العراق وازمات اخرى وبسبب متاعب امنية، يتوجه رئيس الوزراء الأردني فيصل الفايز إلى دمشق اليوم في زيارة رسمية تستغرق يومين، يجري أثناءها محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس وزرائه محمد ناجي عطري، تركز على "أوضاع الحدود" بين البلدين التي شهدت في الشهور الماضية محاولات عديدة لتسلل عناصر متطرفة قالت عمّان انها تُخطط لتنفيذ عمليات ضد أهداف حيوية وغربية في الاردن. وتستقبل دمشق الفايز بتساؤلات كثيرة بينها: "هل الرغبة في تطوير العلاقات جدية أم أنها كلام؟ وهل الاهتمام الاردني هو بالملف الامني فقط ام يشمل تطوير العلاقات في المجالات الاقتصادية والتجارية والمائية؟". وقال الفايز في تصريحات صحافية أمس انه سيبحث مع المسؤولين السوريين في "موضوع الحدود، وهناك لجنة عسكرية مشتركة ستجتمع أيضاً لتسوية مشكلة عمليات التسلل المسلحة عبر الحدود الشمالية مع سورية"، وأقرّ ب "وجود اختلاف في وجهات النظر مع الشقيقة سورية، لكن بالحوار يمكن أن نصل إلى حلّ أي مشكلة، خصوصا أن مصالح سياسية واقتصادية، وعلاقات على المستوى الإقليمي تربط بين البلدين". وتطالب عماندمشق بتسليم العضو البارز في "القاعدة" سليمان خالد درويش الملقب ب أبو الغادية المقيم في سورية الذي جنّد خمسة سوريين وأرسلهم إلى الأردن مطلع هذا العام للعمل ضمن خلية تابعة لزعيم جماعة "التوحيد والجهاد" في العراق أحمد الخلايلة أبو مصعب الزرقاوي الذي اقر في نيسان أبريل الماضي بتدبير مخطط لتفجير مقر الاستخبارات الأردنية في عمان باستخدام مواد كيماوية. وقالت مصادر أردنية ل "الحياة" أن "الانفلات على الحدود من الجانب السوري تزايد على نحو مقلق في الأشهر الماضية، إلى الحد الذي لا يمكن القبول به"، مؤكداً أن السلطات الأردنية "ضبطت منذ آذارمارس الماضي محاولات عديدة لتسلل عناصر متطرفة تحمل كميات من الأسلحة والمتفجرات من الأراضي السورية إلى الحدود الشمالية للمملكة". وسيرافق الفايز إلى دمشق وفد رسمي، يضم وزراء الصناعة والتجارة محمد الحلايقة، والداخلية سمير حباشنة، والمال محمد أبو حمور والمياه حازم الناصر. وقالت مصادر سورية ل "الحياة" ان دمشق "معنية تماماً بتطوير العلاقات في كل المجالات وفي الاتجاهين مع الاردن وليس في مجال من دون آخر". لكنها حرصت على "عدم استباق الامور والتريث لنعرف ما يحمل الفايز معه"، مع الاشارة الى "وجود عناصر قلق سورية في شأن امن الحدود". وكانت سورية احتجزت سائقي خمس شاحنات اردنية بتهمة نقل بضائع اسرائيل عبر سورية وتركيا الى شمال العراق. وفيما اطلق السائقون ل "اسباب انسانية"، فإن شاحناتهم لا تزال "قيد الحجز ورهن المعالجة القضائية السورية". وقالت مصادر ديبلوماسية اردنية ل "الحياة" ان خمسة وزراء بينهم وزير الداخلية سمير حباشنة يرافقون الفايز في زيارة تستهدف "البحث في تطوير العلاقات في كل المجالات وازالة العقبات التي تعترض تطويرها خصوصاً تطبيق اتفاق التجارة الحرة وتسهيل حركة انتقال البضائع وشاحنات النقل وتطبيق الاتفاقات الثنائية". وبعدما نفت هذه المصادر "تركيز الاردن على البعد الامني حسب الاعتقاد السائد بسبب وجود وزير الداخلية في الوفد"، اشارت الى ان الطرفين "سيبحثان في امن الحدود ومنع تهريب الاشخاص والبضائع لما فيه مصلحة البلدين". واستبعدت المصادر ان يتم التوقيع خلال زيارة الفايز على اتفاقات اقتصادية "توقع عادة" في اجتماعات اللجنة العليا برئاسة رئيسي الوزراء في البلدين، موضحة أنها "زيارة مجاملة ثم صارت زيارة رسمية لمراجعة الاتفاقات الموقعة وازالة العقبات امامها".